المكان: صالة أبناء رداع،.. الزمان: يوم الاثنين الموافق 2009/10/26 الساعة: الثانية بعد الظهر.. الحدث: حملة للتوعية وجمع التبرعات للنازحات تحت شعار (المرأة ونيران الفتنة في صعدة).. من هذا العنوان البارز ظهرت المرأة "الرداعية"، تلك الفارسة سليلة خولة بنت الازور لتقول كلمتها وتقف وقفة جادة مع أختها "الصعداوية" المشردة والنازحة.. وقفت لتقول لا يهنأ لي العيش وأنت غير سعيدة، فأخرجت ما لديها من مجوهرات وقمح وسكر وبطانيات وملابس لتعينها على ما هي فيه من بلاء.. وهناك من البنات من خلعت دبلتها وقرطها لتكون من المشاركات في أداء الواجب.. نعم، انه نداء الواجب الذي إذا دعا كانت المرأة في اليمن بشكل عام، وفي رداع بشكل خاص، هي السباقة لتلبية ندائه، لتضع بصمات بارزة على صفحات الشرف والعطاء.. ليست هذه هي المرة الأولى التي تسعدنا المرأة في رداع بكرمها وعطائها، فقد كانت لها وقفات في كارثة السيول بحضرموت والمهرة، وفي حرب الانفصال في صيف 1994م، حيث توالت قوافل البذل والسخاء من هنا وهناك، فكانت المرأة تصنع الكعك وتضع بداخله ما بيدها من خواتم.. وكانت تنقش على وجوه الكعك أمانيها بالنصر والتوفيق لتعكس في نفوس الأبطال الأشاوس أروع صور العرفان والحماس.. يا لجمالك أيتها المرأة حين يبرز دورك وفطنتك وعطاؤك.. من هذا المكان كان لنا لقاء مع إبداع الأداء المسرحي والإنشادي لطالبات مدرسة الخنساء، فتفاعل الحاضرات كان جلياً مع تلك الصغيرات وهن يرسمن لوحات من معانات المرأة في صعده، ويكتبن بأيديهن رمز الرفض الواضح لأفكار الحوثية المهلكة. وقد ألقيت العديد من القصائد كان أبرزها تلك القصيدة التي ألقاها أبناء شهيد الوطن- أحد أفراد قوات العمالقة - وهما: سمية مسعد الفاطمي، وفارس مسعد الفاطمي والتي كانت من تأليفهما.. حيث أبيا إلا أن يشاركا الحفل بقصيدة رائعة هزت المشاعر تحت عنوان: (أبي الشهيد)! وما توج نجاح هذا الحفل هو حضور الدكتورة أمة الرزاق علي حمد- وزيرة الشئون الاجتماعية والعمل- والتي كانت على رأس المتبرعات، كما تشرفت رداع بحضور كل من الدكتورة عزة غانم حرم وزير الخارجية، والدكتورة خديجة زبارة، والدكتورة عزيزة بازرعة، والدكتورة أروى ذمران مدير عام مؤسسة الصالح، والاستاذة علياء الضبي، وحرم وكيل البيضاء لشئون رداع، والأخت عفاف التركي رئيسة القطاع النسائي برداع- اللاتي أعربن عن سرورهن بفقرات الحفل وبهدفه النبيل.. وأجمل ما في الأمر هو وصول التبرعات الى (000.000. 15) مليون ريال. كانت هذه رسالة من المرأة في رداع إلى جميع نساء اليمن أن يقمن بالمثل، بالجهاد بالمعونات والمال، فإن هذا تكاتف عظيم لم يشهد له التاريخ مثيلاً سوى في أرضنا الطيبة.. وهذه المواقف تصرخ بوجه الحوثيين: (لا لوجودكم على أرضنا.. لا لأفكاركم.. لا لأفعالكم.. لا لتدمير الوطن، وقتل الأبرياء، وترويع الآمنين، وتشريد الناس.. لا لفتنتكم).. إنها صفعة توجهها المرأة إلى كل حوثي باغ معتد!! هذه هي يد المرأة تمتد كريمة بعطائها، لتأخذ بيد أختها المرأة في صعدة.. فبورك كل من يعد لمثل هذه الحملات، فالدال على الخير كفاعله.. وبوركت نساء رداع اللواتي لبين النداء، وكن عند مستوى المسئولية والعطاء، وكن أولى نساء اليمن المبادرات لحملات الاغاثة النسوية.. أحببت أن تشاركونني جميعاً هذه الاجواء، لأنها مليئة بعبق الوطنية والولاء والوفاء لانسايتنا التي فطرنا الله عليها بالحب، والتآخي، والتكافل.. كم كان جميلاً وقوف الجميع لتأدية النشيد الوطني..!! كم نحن متساوون تحت راية الوطن والوحدة..!! وكم كان جميلاً أن يكون اجتماعنا لا لأطماع شخصية، بل لتأدية الواجب الذي فرضته علينا انسانيتنا ووطنيتنا وديننا..!! حقيقة أشعر بالزهو لنسبة الوعي بين أوساط النساء في رداع.. وتغمرني السعادة لقد بدأناها، ولن ننهيها حتى تنتهي معاناة النازحات، ويعدن إلى بيوتهن بإذن الله تعالى..!