كان من الطبيعي جداً أن تكون ردة فعل المملكة العربية السعودية بهذا الشكل القاسي والموجع للحوثيين إلى الحد الذي أجبر المدعو "يحيى الحوثي" أن يتوسل من المملكة إيقاف الحرب على أتباعه المُتخلفين فكرياً في الميدان.. كان من الطبيعي أن توجه القوات السعودية هذه الضربات المؤلمة تجاه هذا الفكر السرطاني ما دامت الحركة الحوثية قامت بتصدير حماقاتها إلى أراضيها، لاسيما والمملكة تعلم بأن هذه الحركة التخريبية سبب في فتنة طال أمدها في اليمن وأن هذه الحركة المُجرمة لا تفتأ تقتل وتسلب وتتقطع وتُهجّر المُسلمين اليمنيين فهي-المملكة السعودية- تخاف أن تنتشر هذه الفتنة إلى أراضيها عن طريق تأييد ميداني مِن قِبَل بعض الشيعة، ولهذا السبب كان الرد قاسياً وموجعاً..! حتماً لا ضير إن شاركت القوات السعودية في حرب الشرذمة الحوثية، فالخطر مُشترك والدفاع يجب أن يكون مشتركاً أيضاً، وهذا الإجراء لا يُعتبر تعدياً كما يراه بعض أمراض النفوس ممن يرون ويُتابعون الأحداث من جانب سلبي فقط، لأن الجيش السعودي في هذه الحالة يساعد في إخماد فتنة، وهذا التعاضد مهم بين الإخوة والجيران إذا كان أحدهم في محنة تهدد الأمن والاستقرار، فما بالنا إن كان التهديد مُشتركاً..؟ خصوصاً ان امن اليمن من امن المملكة من المؤسف حقاً أن نجد شخصيات قد تُمثل أحزاباً سياسية يمنية؛ تقوم باستثمار أوجاع الوطن ودماء اليمنيين لتجميل صورهم وتبشيع وجوه الآخرين، بهدف الوصول لمغانم واعتبارات سياسية..! من المؤسف-أيضاً- أن يقوم هؤلاء بتقديم مبررات للأفعال الإجرامية التي يقترفها الحوثيون اليوم في اليمن وفي حق الشعب اليمني.. وأن نُبرر للمُجرم خطاياه الإجرامية الجسيمة في حق الوطن والشعب كما يفعل أطباء الأمراض النفسية مع القتلة والمجرمين، عندما يلتمسون للمُجرمين العُذر لأنهم كانوا يتعرضون للاضطهاد والحرمان العاطفي في صغرهم مِن قِبَل آبائهم، وهذا ما جعلهم مجرمين وقتلة..! يجب أن يفهم هؤلاء الذين يستمدون شعبيتهم من الأزمات؛ أن هناك أولويات يجب القيام بها، ومن ثم يتم التعاطي مع الأمور الأخرى.. ففي وضعنا الحالي يجب التآزر والتعاضد واتفاق كل الأطياف السياسية في أن يقوموا بالقبض على المُجرم وإيقاف جرائمه ومُعاقبته، وبعدها يمكننا أن نلتفت إلى مرحلة البحث عن الأخطاء التي ارتكبتها الدولة والتي ساعدت في أن يكون هذا المجرم مُجرماً وبالتالي مُحاسبتها بالشكل الصحيح والمُناسب..! أما المُطالبة بإيقاف الحرب في هذا الوقت وبعد سقوط هذا العدد الكبير من اليمنيين وتكبد الوطن خسائر اقتصادية فادحة؛ تُعد خيانة للوطن ولهؤلاء الذين قدموا أرواحهم رخيصةً كي يعيش اليمن.. كما أن إيقاف الحرب في هذا الوقت يعني انتصاراً للمتمردين وبقاء شوكتهم.. وإنه لمن الغباء أن يعتقد البعض مُجرد اعتقاد بأن الحوثية -إن بقيت- لن ترفع السلاح على الجندي في المُستقبل إذا ما تسلمت المُعارضة نظام الحكم في اليمن على سبيل المثال.. أو أنهم سيغيرون شعارهم من الموت لأمريكا إلى الحياة لأمريكا.. أو التعامل مع الأجانب والسياح على أنهم زوّار ضيوف لا كفرة ومحتلون، كما يزعمون أو أنهم سيتخلون عن أفكارهم الغريبة تجاه من يُخالفوهم في الرأي المذهبي، أو أنهم سينزلون من الجبال ويتخلون عن بناء المتارس ويسلمون أسلحتهم..!! لن يتغير الحوثي وإن ابتسم مكراً لمشروع المُشترك، ومهما يحدث لن يُغير أهدافه الشائهة وغير الوطنية كما ان الحوثي لن يرضى انذاك عن المشترك وإن توقفت الحرب في هذا الوقت دون اقتلاع هذه الفئة المُجرمة أو إلزامها بتطبيق الشروط الخمسة التي اشترطتها الحكومة؛ فسوف تتقد وتنشب الحروب تلو الحروب في المُستقبل وليس ست مرات فقط..!!