نقترب من ذكرى استقلال الوطن اليمني في الجنوب من نير الاستعمار البغيض في الثلاثين من نوفمبر القادم، ولا نستطيع إلا أن نقدم الامتنان وفاءً للشهداء الذين ناضلوا لمدة تزيد عن مائة عام من العزلة والتغريب، حين جثم الاستعمار على صدر شعبنا بكل غطرسة وعنجهية. فالاستعمار البريطاني البغيض طرد شر طردة بفعل مقاومة وطنية باسلة أجبرت المستعمر على أن يحمل عصاه ويرحل مجللاً بالخزى والعار والشنار. كانت المقاومة الوطنية طيلة عقود تعمل على أكثر من جبهة، وأولاها جبهة مقاومة التغريب والتمسك بالعقيدة الدينية والوطنية.. كانت الأم العدنية تلقن أطفالها مبادئ الشرف والوطنية وأن هذا المستعمر المحتل هو جسم غريب سوف يرحل في يوم من الأيام. ولم تستطع بريطانيا العظمى التي لم تغرب عنها الشمس أن تغير من عقيدة اليمنيين أو تنال من ولائهم الوطني جيلاً بعد جيل وهو يحمل الأمانة، وراح يستمر في التربية على الحقد على هذا المحتل الغاصب، وعقيدة نامية تحرض على كراهية المستعمر الغشوم، ووعي متزايد يعلم الصغار والكبار قداسة الوطن. ولم يفلح المستعمر المحتل أن يغير عقيدة الشعب اليمني ولا هويته الوطنية، فحسب خلف ذيولاً انفصلت عن كيانه، كما ينفصل ذيل بعض الزواحف السامة عن جسمها البغيض، وإيمان شعبنا القوي بربه وبشرفه وانتمائه المقدس لأغلى وطن كفيل أن يلفظ هذه الذيول التي فقدت كيانها. إن الاستقلال ذكرى لعمق روح انتمائنا لوطننا وشعبنا، وأولى لأبواق الاستعمار أن تخرس؛ لأنها لن تذكرنا إلا بعزم أكيد على حماية منجزاتنا الوطنية وبغض الاستعمار.