لان الحوار هو الخيار الوحيد لحلحلة القضايا العالقة وتقريب وجهات النظر بين فرقاء السياسة بعد طول تنافر وتباعد.. فالجلوس حول طاولة الحوار ضرورة وطنية تفضي للخروج برؤية موحدة تنهي حالة اللاوفاق السياسي بين الحزب الحاكم وأحزاب المعارضة الممثلة باللقاء المشترك. وتضعهم أمام مسؤولياتهم التي يجب ان يضطلعوا بها.. تجاه الوطن في ظل التحديات والأخطار المحدقة مع استمرار المواجهات المسلحة بين الجيش وعصابة التخريب والارهاب المتمردة المدعومة من قوى إقليمية تسعى للنيل من أمن اليمن واستقراره والمساس بوحدته ونسيجه الاجتماعي..فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وكماهي عادته في كل مناسبة وطنية ودينية جدد دعوته لجميع القوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الوطنية والاجتماعية وكل الخيرين المحبين لليمن على امتداد الساحة للمشاركة في حوار وطني يثبت الجميع من خلاله انتماءهم وحبهم للوطن اليمني وتمسكهم بالثوابت الوطنية ويعلنون من خلاله رفضهم لكل ما من شأنه المساس بوحدة الوطن وأمنه واستقراره. حوار وطني تتجسد فيه الوحدة الوطنية بكل معانيها وتنصهر في بوتقته كل الخلافات والتباينات وتذوب على طاولته جميع المصالح الشخصية والحزبية والمذهبية وغيرها ولا يبقى أمام المتحاورين إلاَّ تحقيق المصلحة العليا للوطن والتي يفترض أن تكون خيار الجميع دون أي تحفضات أو مساومات. وما دام الجميع يعلنون رغبتهم واستعدادهم لحوار وطني يضع على كاهلهم أعباءًً ثقيلة خلفها التباعد والخلاف واتساعهما بعد أن فشلت جميع الجهود والدعوات السابقة بما فيها دعوات فخامة رئيس الجمهورية في إقناع أحزاب اللقاء المشترك بالعودة إلى طاولة الحوار ووضع حد للخلافات السياسية التي ألحقت الضرر بالوطن وأعاقت المسار الديمقراطي وعجلة التنمية.. كما كانت سبباً في تأجيل الانتخابات النيابية التي تم ترحيلها لعامين بموجب اتفاق فبراير 2009م الموقع بين الحزب الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك، فما المانع إذاً من الاستفادة من دعوة فخامة رئيس الجمهورية لتحقيق الحوار الوطني والخروج باتفاق ملزم لجميع الأطراف ينهي حالة اللاوفاق السياسي ويعيد الحياة السياسية إلى حالتها الطبيعية؟؟ ما المانع من حوار جاد ما دام الجميع متفقين على ضرورة الحوار من أجل الوطن ومصلحته العليا؟؟ ما المانع من الجلوس حول الطاولات للحوار ووضع جميع نقاط الخلاف للنقاش الجاد والمسئول بعيداً عن أي حسابات أخرى؟؟ما المانع من العمل على إنجاح الحوار بدلاً من الاتهامات المتبادلة والحكم بفشل الحوار قبل أن يبدأ؟؟ باعتقادي لا مانع أبداً إذا حمل الجميع همهم الأكبر وتحملوا مسئولياتهم الوطنية بكل أمانة وإخلاص.. وهاهو الرئيس علي عبدالله صالح يدعو الجميع للحوار الوطني.. فهل من مجيب؟؟