البيئة من حولنا تموت وتتعرض للاغتيال كل يوم، المناخ يتغير إلى الأسوأ.. الأرض تفقد صلاحيتها للإنتاج الغذائي، وبالتالي تفقد شروط كفاية السكان.. التصحر يلتهم المزيد من المساحات الزراعية.. الجفاف يضرب المزيد من المناطق والأراضي المأهولة بالبشر.. التلوث يحول الأرض إلى صندوق نفايات سامة غير صالح للسكن.. إننا ندمر عالمنا! .. هناك اليوم ومنذ مطلع العشرية الأخيرة والأولى من الألفية الجديدة حركة عالمية متصاعدة تحمل على كاهلها مسئولية إنقاذ الأرض من الدمار المحتوم، ولفت أنظار العالم إلى الكارثة المحققة التي تتهدد ملايين البشر في أرجاء المعمورة. .. نحن وللأسف الشديد آخر من يفكر بالبيئة والمناخ ومخاطر التلوث والتصحر واستنزاف المياه الجوفية وتدمير المساحات الزراعية، وكأن الأمر لا يعنينا؟! .. أصدقاء البيئة في بلداننا لا يذكرون ولا تذكر أعدادهم ونشاطاتهم في مقابل حركة عالمية صاعدة وضاغطة، تستقطب إلى صفوفها كل يوم عشرات الآلاف من الحلفاء والأنصار والمتعاطفين. .. ثقافة حماية البيئة والمناخ وإنقاذ الطبيعة والأرض، وبالتالي إنقاذ العالم والحياة بداخله، لم تصبح أولوية بعد، من أي نوع، في المنطقة العربية الأكثر تأثراً وتضرراً من بين دول العالم بالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري. .. الدول والحكومات العربية تواصل نهجها الانعزالي عما يدور ويحدث حولها في العالم والشعوب كما الحكومات غارقة في السلبية والانتحار الصامت. .. المجتمع المدني هو أيضاً مثال آخر للبدائية والبداوة والفشل الذريع، الذي يخيم على هذه المناطق والبلدان والشعوب، من التنمية إلى التعليم والصحة والزراعة والسياسة وكل شيء! .. ليست لدينا خطط أو برامج من أي نوع لترشيد الإنفاق والاستهلاك وتوفير كميات من الانبعاثات الغازية المميتة والتي تلوث البيئة والهواء والغذاء وتصيب المجتمع والسكان بعشرات الأمراض القاتلة والسرطانات وغيرها! .. المياه الجوفية لدينا في طريقها إلى النفاد، والاستنزاف العبثي الجائر يستمر، والتصحر يتسع، والزراعة تنقرض، ونحن مشغولون بالأحزاب والجدل السياسي المتخلف وبالأحقاد والكراهيات القبلية الجاهلية.!! شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]