نظمت منظمة سف للبيئة بالتعاون مع كلية الزراعة بجامعة صنعاء أمس محاضرتين توعويتين حول المشاكل البيئية في اليمن وأزمة المياه. وقدم في المحاضرة الأولى استاذ علوم الزراعة الدكتور عبدالمؤمن شجاع الدين ورقة بعنوان " الأزمات البيئية في اليمن .. حقائق وحلول"، رصدت الواقع البيئي في اليمن من حيث التصحر وانحسار الغطاء النباتي وتدهور الموارد المائية..وأشار الى أن أهم اسباب المشاكل البيئية هي انحسار الغطاء النباتي والشجري حيث اظهرت الدراسات والاحصاءات ان هناك تدهوراً كبيراً في الغطاء النباتي باليمن وتراجع لمساحة الغابات بنسبة 17 بالمائة بين عامي 90و2000م ، فيما كان معدل الأسر المستخدمة للأحطاب عام 1995 57بالمائة..ولفت الى ان اسباب تدهور الموارد المائية تكمن في إستنزاف المياه الجوفية، وسوء إدارة الموارد المائيه وقلة كفاءة استخدام المياه ب 60 بالمائة وتلوث المصادر المائية بالمياه العادمة وزيادة تركيز الأملاح في المياه الجوفية وعدم توفر سياسة إستخدام وإدارة الأراضي وضعف الإطار التشريعي والمؤسسي. وأشار الى مشكلة التصحر التي تعد اخطر القضايا البيئية التي تهدد مساحات شاسعة الاندثار في اليمن حيث يبلغ ارتفاع الكثبان الرملية في بعض المحافظات الى 100 متر. وقال أن معظم الدراسات تشير الى أن غالبية الأراضي اليمنية مهددة أو معرضة للتصحر بنسبة 97 بالمائة وهي معرضة لكثير من عوامل التدهور..وأورد شجاع الدين عدداً من الحلول الممكنة للتغلب على المشاكل البيئية في اليمن التي تحتاج الى سرعة البت فيها ومنها دعم سعر الغاز كبديل للحطب وإتباع سياسة من شأنها دعم الحفاظ على المصادر الطبيعية المتجددة وإصدار قرارات الى السلطات المحلية بالحفاظ على الغطاء النباتي وتنظيم استخدامه وإنشاء المشاتل وتوزيع الشتلات على المواطنين مجانا ودعم نظم الزراعة الحراجية والقيام بحملات إعلانية لتثقيف المواطنين بأهمية الغطاء النباتي وتحفيزهم على تنمية والحفاظ على الأشجار والحيوانات البرية. وفيما يتعلق بالمياة والتصحر فيرى الدكتور شجاع الدين في ورقته أهمية مصادرة جميع الحفارات وتسليمها إلى الهيئة العامة للموارد المائية وإصدار قانون ينظم ملكية المياة الجوفيه ورسم سياسة دقيقة وتنفيذها عاجلا وزراعة الأشجار الحراجية المقاومة للجفاف حول المدن وإصدار قرار ملزم للجميع بإنشاء خزانات مياه منزليه في مدينة صنعاء ودعم نظم الري الحديث لتقليل الفاقد. كما دعا الى زراعة الأحزمة الخضراء حول المدن وزراعة مصدات الرياح حول المزارع ودعم الأنظمة الزراعية الحراجية بما يؤدي الى زيادة المساحات الشجريه وكونها أنظمة مستدامه وإنشاء الحواجز المائيه والحواجز التحويلية وتعميم ودعم أنظمة الري الحديثه ودعم صيانة المدرجات الزراعية..كما استعرض الباحث في مجال المياه هزاع المسوري في ورقته المعنونة ب " شحة المياه ونضوبها" الوضع المائي في اليمن ، والذي وصفها بأنها من اعقد المشكلات للتنمية ومن اهم تحدياتها هو الاستنزاف الجائر للمياه الجوفية في العديد من المحافظات. وأشار الى أن العجز المائي السنوي في اليمن يقدر ب 900 مليون متر مكعب وأن الدراسات حول المياه وضعت اليمن تحت خط الفقر المائي الذي يحدد نصيب الفرد ب 1000 متر مكعب سنويا ولا يصل نصيب الفرد في اليمن ولا يتجاوز 3في المائة من معدل نصيب الفرد في العالم. وأشار الى أن اسباب شحة المياه في اليمن عدم وجود ثقافة وتوعية كاملة لاستخدامات المياه، وخاصة في حفر الآبار التي وصلت الى 230 الف بئر اوائل عام 2005م، ناهيك عن التلوث البيئي..وشدد الباحث المسوري على اهمية ترشيد المياه في الزراعة وفي استخدام المنازل والمساجد والحمامات العامة، بالأضافة الى محاربة زراعة القات.