العملية الأمنية الاستباقية الناجحة ضد عناصر القاعدة في شبوة أكدت ما وصلت إليه الأجهزة الأمنية في بلادنا من جاهزية عالية ويقظة لكشف الجريمة قبل وقوعها وإجهاض المؤامرات والأعمال الإرهابية في مهدها. النجاح الأمني في رصد ومتابعة الأنشطة الإرهابية وإحباط مخططات عناصر القاعدة التي كانت تستهدف المنشآت الحيوية والمصالح الحكومية والأجنبية قوبل بارتياح شعبي وتأييد عالمي كونه يأتي في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب الذي يعد آفة لابد من استئصالها والعمل بما يؤدي إلى تخليص العالم من شروره ومخاطره على المجتمعات واقتصادياتها. من المؤكد أن الإرهاب لا دين ولا وطن له ، ومخاطره لا تنحصر على مجتمع بعينه ولا يفرق بين سلطة ومعارضة فالكل مستهدفون لذلك فإن مكافحته لا تقتصر على الحكومة وأجهزتها الأمنية وحدها بل إن الجميع معنيون بالتصدي للأعمال الإرهابية وكشف عناصرها ومؤازرة الحكومة في جهودها لتعزيز الأمن والاستقرار ودعم الأجهزة الأمنية للقضاء على العناصر الإرهابية والإبلاغ عن الإرهابيين وعدم التستر عليهم أو إيوائهم. إننا اليوم أمام مواجهة حقيقية ضد الإرهاب ذلك الشبح الذي أقلق العالم وهدد أمنه واستقراره وانطلاقاً من أن الأمن مسئولية الجميع ينبغي أن لا نقف مكتوفي الأيدي بل يجب شحذ الهمم ومساندة الأجهزة الأمنية في جهودها للقضاء على العناصر الإرهابية التي تمادت في غيها.. وكشرت عن أنيابها بعد أن تلقت درساً قاسياً في أوكارها في عدد من المناطق الأسبوع الماضي على أيدي أبطال الأجهزة الأمنية. لقد منحت الحكومة فرصة كافية للعناصر المتطرفة لعلها تعود إلى جادة الحق والصواب لكنها واصلت في تماديها إلى حد قيام قيادات عناصر الإرهاب بالظهور علناً في تحدٍ سافر لسلطات الدولة مستغلة انشغال الحكومة في مواجهة التمرد بصعدة والتخريب في بعض مناطق المحافظات الجنوبية لذلك كان لا بد من كبح جماح هذه الفئة الضالة ودك أوكارها وتفتيت مراكز تجمعها لتخليص المجتمع من شرورها. لقد تلقت العناصر الإرهابية ضربات موجعة عبرت عن يقظة الأجهزة الأمنية وإصرارها على مواصلة النجاحات المحققة في الحرب ضد القاعدة وعلينا اليوم استشعار المسئولية الملقاة على عاتق الجميع في التصدي للأفكار الهدامة ودعم جهود الحكومة في استئصال آفة الإرهاب باعتبار أن الأمن والاستقرار مطلب للجميع وفي ظله تتحقق تطلعات الشعب في البناء والتنمية والتطور والتقدم.