كنت أخطط لكتابة مقال سياسي «شامل» حول أحداث هذا العام الذي نستعد لتوديعه في غضون اليومين القادمين.. وكانت الساعة تجاوزت السابعة والنصف من مساء الثلاثاء الماضي.. وما إن انتهيت من وضع مفاصل ذلكم المقال، إذا بجوالي يرنّ وإذا بمحدثي على الطرف الآخر هو زميلي الأستاذ خالد حسان نائب مدير تحرير العزيزة «الجمهورية» ليذكرني بأنني تأخرت في الكتابة إليهم..لحظتئذٍ داخلني شعور من الارتياح والامتنان والتقدير لهذه العزيزة وقيادة هيئة تحريرها التي حرصت على التواصل مع كتابها والمساهمين فيها، تقديراً منها لهم واعتزازاً بكتاباتهم، فعدلت عن مفصل المقال السياسي ليكون عن «عام الصحافة اليمنية» واستهله بباقة ورد عاطرة أهديها للزملاء الأعزاء الذين يقودون العزيزة «الجمهورية» نحو آفاق رحبة من الرقي والتحديث والتميز بجهود ملؤها الإيثار والتضحية والإصرار، متمنياً لهم أن يوفقوا في تحقيق ما تصبو إليه في العام الجديد بمشيئة الله تعالى. جرت العادة عند نهايات كل عام، أن يسمي الزملاء أي عام منصرم بأهم ما شهده من أحداث ومواقف ومتغيرات، وإذا كان لنا أن نسمي هذا العام من منظار المهنية الصحفية، فإنه حري بنا أن نسميه بعام الصحافة اليمنية، لما شهده من فعاليات ومناشط ومشاريع لامست بشكل مؤثر مسيرة صاحبة الجلالة وعبيد الله العاملين في بلاطها في هذا الوطن. فقد حمل إلينا مطلع هذا العام المنصرم بشارة الأفراح عن التوصيف الوضيفي للصحفيين، وعلى الرغم من أنه رُحِّل تطبيقه إلى العام الجديد، إلا أنها تعتبر بشارة خير بعد انتظار دام عقداً ونيف، ونتمنى أن تصدق حكومه الدكتور علي محمد مجور في وعدها وفي 41مارس من ذات العام، وبعد انتظار طويل إلتم شمل المؤتمر العام الرابع للمجلس العمومي لنقابتنا الرشيدة ليتمخض عن قيادة جديدة استبشرنا بها خيراً، إلا أن المثل العدني القائل «الحلو ما يكملش» لايزال يسم كل قيادة جديدة بمتلازمة «الرياح والسفن» إلى أن فوجئنا في نهايته بمصابها الجلل المتمثل في العجز عن دفع رواتب موظفي المقر، وكأني بقائل يقول «الحل من بعضه» ومع ذلك نضم صوتنا تضامناً معها في مطلبها المشروع من خزينة الدولة. وبعد خمسة أيام، أي في التاسع عشر من مارس شهد العام المنصرم تدشين أول احتفال بيوم الإعلاميين الذي أعلن عنه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله في مارس من العام الماضي، وكرّم فيه أول دفعة من الرواد والمبرزين الإعلاميين والصحفيين، وفيه أعلن معالي الأخ وزير الإعلام الأستاذ حسن أحمد اللوزي عن تواصل التكريم في كل عام من ذاك اليوم. وهنا نأمل في نظرة فاحصة حصيفة من قيادة وزارة الإعلام تفضي إلى إعادة الاعتبار لمن لم يكرموا من الرواد والرعيل الأول، وحبذا أن يحظوا بحفل استقبال يكرمهم فيه فخامة الأخ الرئيس أسوة بزملائهم السابقين. كما شهد العام 9002م إطلاق تصاريح العديد من طلبات الصحف الجديدة لتشكل إضافة قيمة إلى الإصدارات الصحفية التي تجاوزت ال «004» صحيفة، والبقية تأتي، أما ما يُقال حول ما شهده هذا العام من تعسف طال بعض الصحف الأهلية المستقلة الشاملة ال.. ال .. الخ،وما لحق بمحرريها من حيف وظلم، فإن من السابق لأوانه الحكم على ذلك لأن مشكلة البعض منهم انه لا يزال مصراً على الأخذ بالمثل القائل: «أريد لحماً من كبشي وأريد كبشي يمشي» وهذا من سابع المستحيلات!! أضف إلى ذلك ما شهده العام المنصرم من خطوة نوعية خطتها الحكومة في مطلعه تمثلت في فتح قناة مهمة من قنوات الاتصال والتواصل بينها وبين الصحفيين بتحديد ناطق باسمها هو الأستاذ الوزير حسن اللوزي يلتقي بهم في أعقاب كل اجتماع دوري اسبوعي للحكومة ويضعهم في الصورة من مجمل ما ناقشته وتداولته وأقرته كما يستمع لأسئلتهم وملاحظاتهم، وقد آتت هذه الخطوة المجيدة ثمرتها وقرّبت الصحفيين من السلطة ليفيدوا الرأي العام بما تسعى إليه الحكومة في خدمة الوطن. وإذا كان هناك من تقييم مهني وفني لجهود بذلت في مجال تطوير وتحديث الصحافة الرسمية، فإن كل الدلائل تشير إلى ما شهده هذا العام من تطوير وتحديث في صحيفة «الثورة» و«الجمهورية» و«اكتوبر» و«السياسية» و«الوحدة» وقياساً بالإمكانيات الفنية، فإن العزيزة «الجمهورية» تأتي في مقدمة هذه الجهود المبذولة فهي على الرغم من تطلعها لتدشين مطابعها الجديدة التي تليق بها كما تليق بمحافظة «تعز» أم الصحافة والإعلام اليمني، إلا أن قيادة تحريرها لم تركن إلى هذا التمني وذاك التطلع بل أثمرت جهودها عن إخراج «الجمهورية» بمهنية وتميز مطبوعة بثلاثة ألوان حولتها الإدارة المهنية والفنية إلى ألوان أقرب من ألوان الطيف ذات رونق وجاذبية، كما امتازت بمضامينها التي تخاطب العقول والقلوب في آنٍ معاً، الأمر الذي ضمن لها الاحترام وسعة الانتشار في عموم المحافظات. ونتمنى أن يشهد العام الجديد تحقيق مشروع المطبعة الجديدة للجمهورية وأراهن على أنه لو حازت عليها لسوف تذهلنا قيادتها بقفزة في عالم الصحافة الحديثة وتفرد وتميز في الإخراج قلباً وقالباً ولا تنسوا أن تقولوا معي «صلوا عالنبي». وأخيراً وفي آخر أسبوع من اجتماعات حكومتنا الدورية أي يوم الثلاثاء الماضي جاءت البشارة بإقرارها تحويل «دار باكثير» بالمكلا إلى «مؤسسة للطباعة والصحافة والنشر» وإصدار صحيفة «03نوفمبر» اليومية التي كرّم بها فخامة الرئيس حضرموت، وإذ نهنئ محافظ محافظة حضرموت وقيادة مؤسسة دار باكثير بهذا القرار، نتمنى أن يتذكروا من أعاد لهم هذه الدار واستعاد لها جاهزيتها وهو على استعداد لإصدار صحيفتها لتشرف حضرموت، ولا داعي لتذكيرهم باسمه فهو من كتب هذا المقال.