لايختلف اثنان على أن العمل التكاملي بين أفراد وشرائح المجتمع والسعي معاً بروح الفريق الواحد نحو المصلحة العامة هو أساس نجاح الجهود وتحقيق الغايات الرامية إلى تنفيذ برامج تخدم المجتمع ومن ضمنها تكاتف وتضافر الأداء والمسئوليات لإبراز المظاهر الجمالية لمدننا وأحيائنا بالالتزام بالنظافة كسلوك قويم وكنهج حضاري ينبغي أن يتبلور في ثقافتنا وممارستنا في حياتنا اليومية. حتماً إن النظافة لاتقع على عاتق منتسبي هذا القطاع وإنما هي بالتأكيد مسئولية كل شرائح وفئات المجتمع ومع ذلك فإن عمال النظافة يظلون الجنود المجهولين الذين لايألون جهداً وتفانياً في أداء المهام الموكلة إليهم .. حقاً إنهم يستحقون من الجميع كل الثناء والتقدير مع الأخذ بعين الاعتبار أهمية مساندتهم في انجاح أعمالهم. لاخلاف أيضاً على أن تعز اليوم غير الأمس من حيث النظافة وابراز جمالية المدينة الحالمة.. وهذا يدل على اهتمام قيادة المحافظة ممثلة بالأخ حمود خالد الصوفي في متابعته لإدارة التحسين ومشروع النظافة. وهي فرصة سانحة للاشارة من باب الانصاف لأداء مشروع النظافة الذي يعمل بطاقات متضاعفة رغم الاتساع الهائل للمدينة وفي ظل عمّال توقف عددهم عند حد معين منذ 2005م وحتى اليوم إلا أن ثمة تقدماً ملحوظاً استطاع من خلاله عمال النظافة أن يرسموا لوحة جمالية تزّين الحالمة لتغدو أكثر ابتساماً. وهناك قصور لدى البعض في فهم دور السواعد السمراء بتعز في رفع المخلفات من الأحياء والأزقة والتي تصل إلى عشرات الأطنان في اليوم الواحد. جهود جبارة وبالذات في الحارات التي لايستطيع «الكونتينر» الوصول إليها كالحاصل بالمدينة القديمة ومع هذا لم يقف مشروع النظافة بمديره الأخ عبدالجليل الحميري مكتوف الأيدي بل حدد نقاط تجميع القمامات ووضع لوحات ارشادية للمواطنين ويأتي بعدها العمال عبر سيارات صغيرة تنقلها إلى الكونتينرات «القلابات» الثابتة في رأس التحرير وأسفله.. إنه عمل جبار على مدار الساعة كون أحياء المظفر, الأشرفية تعتبر أحياء سياحية لدرجة أنك تشاهد عامل النظافة يأخذ مخلفات القمامة من تحت عربات الباعة المتجولين على جانبي الطريق اللذين افترشو باب موسى عندما وجدوا غياباً واضحاً لإدارة الأسواق. وتواصلاً لهذه الجهود.. السياحة والنظافة قاما بمبادرة توزيع «سلل» خاصة للقمامة صممت بأشكال جميلة تتناسب مع أحياء المظفر التي يرتادها السياح الأجانب إلا أن ضعاف النفوس أغراهم منظرها وسعرها الباهظ وتم للأسف سرقة الكثير منها.. فأين دور عقال الحارات في الابلاغ عن هؤلاء السرق. إننا نؤمن أن المواطنين يتعاملون بسلوك حضاري وراقٍ مع أداء رجال النظافة بتعز إلا أن البعض مازالوا بحاجة إلى مزيد من الوعي والتفاعل المسئول في الالتزام بنظافة المدينة بشكل عام وأحيائها التي يقطنونها بصورة خاصة وإذا كنا نجزم بوجود نظافة فإننا نعلن أسفنا عندما نشاهد مخلفات البناء في أكثر من حي وحفريات تنتظر هطول الأمطار وباعة متجولين يقتطعون الطرق والأرصفة.. وكلها تضرب النظافة في مقتل وتعطي صورة مشوهة قد تعيدنا إلى نقطة الصفر.