الخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية في الأسبوع الماضي في الأكاديمية العسكرية العليا أمام الضباط من الأكاديميين من مختلف الأفرع العسكرية المتعددة البرية والجوية والبحرية ، يبدو أنه كان خطاباً واضحاً وصريحاً وشفافاً أكثر من ذي قبل بل ومؤثراً على أحزاب المشترك مما جعلهم يغضبون من تلك الشفافية وفقدوا عقولهم وقلوبهم لصراحته. وكمواطن متتبع لتصريحات الرئيس فقد رأيت فيه تكراراً للإشارة لنفس النهج الموصوف بالمصارحة والشفافية وصدق الكلمة ، وتأكيده على الاستمرار في النهج السلمي لتبادل السلطة وحكم البلد ،الا انه اشار ( وقد أشار سابقاً) ولكن هذه المرة بوضوح الى عدم التفكير بعسكرة الحياة السياسية رغم ماعانته البلد وتعانيه الى اليوم من أعمال تخريب وتمرّد وخروج على القانون والدستور وكل ذلك تحت لائحة الديمقراطية وحرية الكلمة دون حساب أو رقيب . وكان الرئيس واضحاً أكثر من ذي قبل عندما قال : “من المؤسف أن نجد هذه الأحزاب تتضامن مع دعاة الانفصال وتحتج على النظام عندما تقوم تلك العناصر بقطع الطريق وقتل النفس المحرمة ونهب المتاجر في بعض مديريات المحافظات الجنوبية والشرقية, حيث تتساءل تلك الأحزاب أين النظام وأين القانون, وعندما يأتي النظام والقانون لردع من يقترفون تلك الجرائم والأعمال التخريبية تُطل تلك القوى برأسها لتدين النظام وتعتبر قيام الجهات المعنية بمهامها الدستورية والقانونية لحفظ الأمن والاستقرار وردع المجرمين بأنها “حملات قمعية”.. فياللعجب ..ياللعجب”. أقول ياسيدي الرئيس: تلك هي تصرفات وسلوك بعض أفراد المعارضة، بل أقول قيادات المعارضة المتحجّرة كالأصنام ، بل إن الأصنام تتأثر بعوامل التعرية وهؤلاء جامدون ، والحسنة الوحيدة في هؤلاء القوم أنهم أحسن السيئين في هذا الوطن الضحية. لقد كان الرئيس واضحاً عندما عرّاهم أمام الشعب وأمام وسائل الإعلام والمتتبعين للشأن اليمني في قوله لهم: “ لقد ابتسمتم عندما قتلوا المواطن القباطي في متجره بمحافظة لحج, واعتبرتم هذا شيئاً جميلاً لأنه ضد النظام والقانون، وقلتم بدأ النظام يتهالك ويتآكل.. وتظنون أنكم بذلك ستصعدون إلى السلطة, مع أن ذلك لن يتأتى إلا عبر صناديق الاقتراع والحرية والديمقراطية”. لقد قالها الرئيس وأعلنها بأننا ماضون في الديمقراطية وتعدد الأحزاب ولن نعسكر الحياة السياسية رغم أن كثيراً من المواطنين يعتقدون ان الديمقراطية جلبت لنا الويلات، ليس لسوئها ولكن لسوء مستغليها من أحزاب المعارضة وأعني هنا «المشترك» وبالتحديد قياداته حيث يخالجني الشك انهم سبب كل تلك المصائب والمؤامرات. ويبدو ان الجماعة قد غضبوا وفقدوا أعصابهم وحواسهم الحسية والوطنية لسببين ، إما لما قاله رئيس البلاد عنهم وعن تصرفاتهم ، وهي ليست جديدة علينا كمواطنين فنحن متيقنون ان تلك الافعال نتيجة تصرفاتهم بل أكاد أجزم انها نتيجة خططهم التآمرية على الوطن وكشفهم أمام الملأ وبالتالي ذهبوا الى أبعد من ذلك في دعوتهم للشارع للتخريب والتقطع والقتل وزيادة التأزم بين المواطنين . أو أنهم تلقفوا تصريح الرئيس بقوله لن نعسكر الحياة السياسية وذهبوا بالمطالبة بالخروج عن القانون وممارسة العنف مادامت الحياة السياسية لن تُعسكر. كل تلك التصرفات من قيادات المشترك ،بل أقول عصابة المشترك نتيجة غضبهم لفضح أدوارهم وانكشاف خططهم ومؤامراتهم على الوطن ووحدته حيث لايهمهم لا الوطن ولا وحدته ولا الشعب الذي فيه البعض قد انطلت عليه ألاعيبهم . ومن المؤكد انه ليس من العادة في أحزاب المعارضة في بلاد الله الواسعة أن تأخذ منحى العنف والتقطع والتخريب عندما تفشل في الوصول الى قلوب وعقول الناس إلا في بلادنا اليمن. حيث عندما يفقد رؤوس الأفاعي من المعارضة شعبيتهم يغضبون ويثورون ويطلبون من أعوانهم الثورة وتحطيم كل شيء جميل إلا مايملكون فهي خطوط حمر وليس ثوابت الوطن. أفبعد كل ذلك هل هناك أحد سيصدق مايدعيه من يسمون أنفسهم معارضة أو أحزاب مشترك حقيقة بعد انكشاف أمرهم وسكوتهم عن حوادث القتل والتصفية المناطقية والتخريب ونطقهم كما ينطق السفهاء عندما تطبق الدولة القانون يكونون قد فقدوا مصداقيتهم أمام كل عاقل ولو أحضروا جميع الكتب السماوية وأقسموا عليها ، وأظنها تلك بداية نهايتهم. [email protected]