هي مراكز مقترحة لمكافحة القات يُعلن عنها لأول مرة في اليمن بهذه الجرأة حيث كان الكلام عن التخفيف ومواجهة أضرار القات يقابل بالسخرية من المزارعين والموالعة وكانت الجمعيات التي أعلنت بالانتخابات في صنعاء وتعز مثلاً لمن يمارس شيئاً ضد رغبات العامة وأنه من العيب أن تقول لمن آمنوا بأن المقايل اليومية والمناسبات الاجتماعية التي يتبناها فيها أصحاب المال والجاه بما يشترون ويحصلون عليه كهدايا من أغلى القات وأكثره شهرة.. وقد قُلت أكثر من مرة إن تلك الجمعيات أوجدت حافزاً مضاداً لدى الفئتين الزرّاع والمدنيين فكثفوا هجومهم على الأراضي واستحوذوا على المياه وتظاهروا عملياً ضد الفكرة والهدف من إنشاء الجمعيات تحت شعار مواجهة أضرار القات, فلم يكن في الثمانينيات شباب بهذا الكم يجاهرون بشرائه ومضغه في أي مكان وأمام أولياء الأمور.. أما اليوم فقد أصبح من المألوف أن ترى شاباً أو امرأة يشترون القات منذ الصباح الباكر ويصطحبونه معهم إلى قاعات الدروس حسب رواية أحدهم لي ذات مرة وهو يعقّب على ما كتبت حول الموضوع أكثر من مرة حتى ذلك التاريخ الذي مضى عليه ثلاث سنوات ولم يعد مستغرباً أن يجلس بجوارك في حافلة الركاب شاب أو أكثر وهو يلوك القات منذ الصباح الباكر.. لقد قال الخبر إن مراكز لمكافحة القات ستتم قريباً بالتعاون مع البنك الدولي وإن الآليات ستناقش وتعلن للبدء بالعمل من كافة الجوانب التي تجعل المشروع ناجحاً بقبول الجميع خاصة المزارعين الذين سيحصلون على مساعدات مادية وعينية وإرشادية وتوعوية للبدء في إزالة القات من المزارع الجديدة التي لا تصلح إلا لزراعة الحبوب والخضروات والفواكه واستبداله بهذه الأنواع الغذائية التي يفوق مردودها مايعطيه القات في محصول أو محصولين في السنة.. إن هذه بداية للتفاؤل ولا أحب أن أقول غير ذلك بعد فشل المحاولات السابقة القديمة والجديدة للحد من توسع زراعة القات كانت كلها ودية إلا ما تم اتخاذه في أواخر الستينيات وبداية السبعينيات من قرار بإزالة شجرة القات بالقوة فواجه تحديات كثيرة ولم ينجح تماماً.. ويكفي هنا أن نُنذر ونحذّر من أضرار وأخطار القات على اليمن واليمنيين والذي بسببه ولأجله استنزفت المياه وكثرت أمراض السرطان وتفشّت القضايا والحوادث الجنائية المرتبطة به مباشرة أو بصورة غير مباشرة..