كما فوجئنا ببداية البث التجريبي لقناة (العقيق) الفضائية وسعدنا به ، فوجئنا بتوقفه دون سابق خبر ! ما جعل الأمر مثار تساؤل وحيرة في آن !! ولأنه في الفضاء المفتوح صار من حق (العقيق) وغيرها أن تقتحم شاشاتنا ! فمن حقنا ان نعرف هويتها ، وفي اعتقادي ليس في هذا الأمر إشكالية ، وليس هناك ما يستدعي إخفاء أية بيانات أو معلومات عن هذه القناة او غيرها التي بدت في بثها التجريبي مهتمة بالفنون بصورة واضحة ، كما بدت مبشرة ، مع أنها أسرفت في استنطاق آراء الكثيرين فيها والذين بالطبع استحسنوها ! متابعون عديدون تساءلوا عن القناة وخاصة بعد توقف بثها التجريبي ، وهل هذا التوقف يعني إحباط ولادة فضائية يمنية جديدة ! وزاد الأمر غموضاً ما جاء في موقع نيوزيمن الإخباري الذي نقل عن مصادر لم يسمها “إن الإيقاف جاء على خلفية خلافات مالية بين الشركاء المؤسسين” ، ونقل عن مصدر في إدارة القناة دون ان يسمه “إن الإيقاف مجرد إجراء فني رافق عملية نقل مكتب القناة في صنعاء” ثم ذكر الموقع أن قناة العقيق مملوكة لشركاء مورداً أسماء شخصيات اعتبارية . ولكن ما أوقعنا في (حيص بيص) الخبر التالي للموقع عندما نشر رداً بالفاكس قال: انه من مدير عام (شركة فيوتشر ميديا للإنتاج الإعلامي وتكنولوجيا المعلومات) ينفي توقف القناة ، موضحاً أن ما حدث هو “إجراءات فنية روتينية معتادة لأي قناة في مرحلة البث التجريبي بغرض الوصول إلى أفضل صورة تقدم بها القناة”. وحسب الموقع لم تذكر الرسالة / الرد أي اسم او جهة تملك القناة فقد نفت علاقة من ذكرتهم مصادر الموقع وقالت: “ذكر الموقع شخصيات اعتبارية بأنها مملوكة لهم وهم لا علاقة لهم على الإطلاق بالقناة”. ان ما يؤسف له ان يرتبط حدث كهذا بالإرباك والغموض وكأننا أمام مولود غير شرعي او فضيحة ، ما يجعل الكثير من القيل والقال يتردد هنا وهناك ! ... من خلال متابعة إعلان الكيفية التي انطلقت فيها الفضائيات اليمنية الخاصة مثل (السعيدة) وبعدها (سهيل) والتي أطلقت من خارج اليمن بالطبع سنلاحظ اقتران بداياتها بعديد من الأسئلة والتساؤلات والتردد في إيضاح أمور يفترض ان تكون واضحة وبديهية فيما يتعلق بهذه القنوات ! وهذا كما يبدو يحدث مع قناة (العقيق) وان اختلفت التفاصيل والاتجاهات. لا يهم من يقف وراء هذه القناة أو غيرها او قناعاتهم او مواقفهم ، طالما وهي ستؤدي رسالة إعلامية ما ، فمن حق أي كان ان ينشئ ويمتلك وسيلته الإعلامية إن أراد أو هكذا يفترض ، وفقا للقانون بالطبع، الذي لم يظهر بعد عندنا ، وجاء مشروعه صادماً ومخيباً للآمال ! أي منجز إعلامي يفترض ان يمثل مكسباً للجميع ومن يقف ورائه يفترض ان يعمل على إشهاره بوضوح ، لكن ان يترافق معه الغموض المثير للتساؤلات يضعنا أمام توقعات قد تكون خاطئة وقد تكون صحيحة ، وعندما يستمر الأمر على هذا الحال يحق لنا ان نقول: ان ما وراءه الأكمة ما وراءها!! بالإضافة إلى ان مثل هذا الحال يؤكد غياب العمل المؤسسي و الإدارة المثلى في الوقوف خلف مثل هذه القناة مثلاً ، وبالتالي احتمال التعثر او الفشل ، ناهيك عن التشكيك في طبيعة الغاية من وراء ان إنشاء القناة ! في السماء العربية تسبح المئات من الفضائيات بغثها وسمينها ، ولكن كل منها واضحة المعالم والأهداف ، ومنها ما تبث الطالح ومنها ما تبث الصالح والجميع يعرف من يقف وراءها ، فلماذا بدايات مثل هذه المشاريع في بلادنا في الغالب يشوبها مثل هذا اللغط !؟ . هنا لا اعني ولا أسعى إلى التشكيك ! ...ولكن حتى اللحظة أتساءل وأقول: ما أدراك ما ( العقيق) !!