كُلما قُلنا : عساها تنجلي قالتِ الأيامُ هذا مُبتداها لم أجدْ جُملةً أو عبارةً أو بيتاً شعرياً أبلغَ من هذا البيت لوصف المشهد السياسي الراهن والمستمر منذ أكثر من عام فيما يتعلق بالحوار بين حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزابِ تكتل اللقاءِ المُشتركِ المُعارضة ، بالذات وأن الأخيرة تستنزفُ جهودَها في استثمار كل ما يُعتملُ على الساحة للضغط على المؤتمر ، وهو باعتقادي ابتزازٌ ممجوجٌ وخارج إطار اللعبة السياسية لا يساهمُ بأي حالٍ من الأحوال في تنقية الأجواء وتهيئة الظروف لحوارٍ بنَّاءٍ يَخرجُ برؤيةٍ وطنيةٍ مشتركةٍ تصبُ في مجملها في مصلحة الشعب التواق لوأد كل مشاريع الفرقة والصراع ، والطامح للخروج من دوامة الأزمات السياسية والاقتصادية ، والنهوض بالوطن والوصول به إلى بر الأمان . لا أدري إلى متى سيستمرُ الإخوةُ في المعارضة في ديدنهم المطاطي هذا ؟ وهل من الوطنية جرجرةُ البلاد إلى أزماتٍ أخرى واحتقاناتٍ الخاسرُ الأكبرُ فيها هو الشعب ؟ بالذات وأن الحزبَ الحاكم قد فتحَ أمامَهم غالبية أبوابه ونوافذه وأعطاهم أكبرَ بكثير من حجم تمثيلهم البرلماني والمحلي ، ولا يعني هذا إعفاءه من المسؤولية تُجاه الكثير من القضايا بما فيها هذا التباطؤ وعدم الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية القادمة التي لم يتبق سوى عامٍ واحدٍ على إجرائها، وأربابُ الحكمة والإيمان يبحثون عمن يُعيدُ لهم صوابَهم المفقود وينتظرون من يشحذُ هممَهم المُترهلة بعد أن كانت تُضربُ بهم الأمثالُ في الوفاق والوفاء بالتزاماتهم سواء تُجاهَ شعبهم أو أمتهم . ليس من المنطقي أن نحصُرَ السياسةَ في البحث عن المستحيل والمغالطة والمزايدة على بعضنا البعض ، وقطع حبال الود فيما بيننا ، والأكبر من ذلك كله عدم النظر بمسؤولية وواقعية تُجاه مصلحة الشعب الذي حمَّلنا الأمانة والمسؤولية لِنُحسِّنَ من وضعهِ المعيشي ونصونَ حقوقه ونُعلي من شأنه ،، لا أن نُكدّرَ عيشه ونُثقلَ من همومه ونجعله ماسكاً على قلبه بيده لا يعرف أين يتجه سياسيوه بالبوصلة التي أوكلَ إليهم أمرَ قيادتها على أمل أن يتجهوا بها نحو الأمن والسلام وليس إلى ظلمات البحار وأمواجه المتلاطمة. أخيراً .. أناشدُ الجميعَ تحكيمَ العقلِ وتقريب المسافات والنظرَ إلى ما هو أقدسُ وأغلى ، فالانتصارُ السياسي يُقاسُ بما قدَّمهُ السياسيون من مشاريع نهضوية وتنازلاتٍ من أجل المصلحة العامة ، ودفع جلَّ وقتهم إن لم تكن حياتهم للنأي بالأوطان من الانجراف نحو مزالق الفتن ، وليس بالتعنت والتقوقع في دائرة الأوهام والمكايدات وشحن الأجواء بالسموم والعوادم .. وحتى لا يتحول البحثُ عن النعيم المفقود إلى جحيمٍ يصطلي بها الجميع أقول: «من طلبه كله فاته كله» و « السعيدُ من اتعظَ بغيره » ، هذه بلدكم قدموا لها ولو النزر اليسير مما أفاضت عليكم به ..