- من حقي أن أكتب ما أشاء اليوم في «الجمهورية»، ولا أعتقد أن الزميل سمير اليوسفي - رئيس مجلس الإدارة، رئيس التحرير - سيعترض أو يوجه بعدم نشر مادتي؛ كون «الجمهورية» اليوم عادت للشعب، ومن حق الشعب - وأنا واحد من هذا الشعب - أن يكتب ما يشاء إلا إن كان لبعض الزملاء في «الجمهورية» رأي مخالف!. كما لا أعتقد أن المنظِّر والمحلل الثوري الكبير زكريا الكمالي وغيره ممن أصبحوا اليوم مختصين أو متخصصين في شؤون المؤتمر الشعبي العام، ونراهم يستعرضون عضلاتهم في صدر صفحات هذه الصحيفة بخفة دم لا مثيل لها، ولم يسبقهم إليها أحد أن يعترضوا على ما أكتبه أو يقومون بتغيير عنوان مادتي أو حذف بعض الفقرات والعبارات كما حدث في ذات يوم ليس بالبعيد؛ عندما وجهت انتقاداتي لمن أصبح اليوم خطاً أحمر، ولا يمكن التعدي عليه أو انتقاده ولو بكلمة واحدة. فالتعليمات الجديدة على ما أعتقد تقول ذلك وأهل «الجمهورية» أدرى بها!. - يتحفنا الكثير من الزملاء والكتّاب سواء ممن يعملون في «الجمهورية» أو ممن يكتبون فيها أو من أولئك الذين يُطلب منهم الكتابة عن قضية ما أو «شخص ما» بحسب الأجواء «الثورية» أكانت ساخنة أم باردة، يتحفنا هؤلاء الذين جعل منهم «الربيع العربي» محللين سياسيين وباحثين في شؤون المؤتمر بتحليلات وكتابات ينطبق عليها المثل الذي يقول: «عمياء تخضب مجنونة»، فلا قادونا إلى شيء يمكن أن نستفيد منه نحن أعضاء المؤتمر الشعبي العام في إصلاح اعوجاجنا الذي يتحدثون عنه..، ولم يفلحوا في شق صف المؤتمر والوقيعة بين قياداته، وبما يؤدي إلى تحويله - كما قال المحلل الثوري الكبير جداً زكريا الكمالي - إلى «جماعة المحاصرين الحمر مثل جماعة القمصان الحمر المتمردة في تايلاند». الكمالي وغيره من الزملاء الذين يحاولون إضحاكنا بتحليلاتهم التي لا تشبه شيئاً على الإطلاق يعتقدون أن زيادة البهارات ستقودهم إلى جعل الناس يضحكون و«يفطسون» من الضحك، ولكن المشكلة أنهم يكتبون ليضحكون هم دون سواهم!. - كنت أعتقد أنني سأجد فيما كتبه الكمالي أمس الأول في صحيفة «الجمهورية» تحت عنوان («الحصار» كرمز انتخابي جديد للمؤتمر!) شيئاً يمكن أن ينفع المواطن البسيط المثقل اليوم بهموم المعيشة وبالأمن المفقود وبسعر الديزل الذي تضاعف100 %، ويقوده هذا الشيء أيضاً إلى التخفيف عن معاناته التي لا حدود لها. ولكني وغيري تفاجأت أن الكمالي وكثيرين غيره ممن يدورون في حلقة لا نعلم أولها من آخرها كما يدورون من مربع لمثلث بتصابٍ لا شبيه له، إنما يستخفون بعقولهم ويستعرضون بطولاتهم «الثورية المكتسبة» في دقدقة المؤتمر والإساءة لقياداته، دون دراية مطلقاً بأن المؤتمر المستهدف بقياداته الكبيرة لا يمكن للمبتدئين في ألف باء السياسة ممن لا يجيدون سوى إنتاج غبار الكلام النيل منه ومنهم.. ولكن ما عسانا أن نقول إذا لم ينعم الله على البعض بالفهم الصحيح؟!. - يا زميلي وزملائي الأعزاء.. الشعب يريد أن يأكل خبزاً.. لا يريد استعراضاً فاشلاً للعضلات، كما لا يريد محللين كوميديين يضحكون على أنفسهم بما يسوِّقوه للناس من «هدرة».. الشعب يريد أن يعيش بأمن وأمان، ولا يريد أن يقرأ أخباراً أو مقالات مطبوخة «بحسب الطلب»، تزيد من التأزيم ومن حجم الكراهية والأحقاد في النفوس. يا زملائي الأعزاء أذهبتم العام الماضي بطوله وعرضه في «هدرة ومزقاوة وهات يا نخيط وتهديد ووعيد بحق هذا الشعب..، ومازلتم تثخنون جراحاته بالهنجمة وبالتحليلات المليئة بالهدار والداوية و.. سرحتك يا شعب»؟!.. ما أرجوه أن يعين الله البعض من المحللين الجدد ويمكنهم من تغيير الموجة لصالح الشعب وليس الشعبي العام، والاقتراب من آلامه وأوجاعه والكتابة عنها ببطولة حقيقية بعيداً عن نكد الأحزاب و«النضال» الكذاب..، وبعيداً أيضاً عن كل ما يبعث على السخرية أو يدعو للتهكم!. [email protected]