اعترف شخص بأن لسانه طويل وذلق, فإذا أخرج نصفه لامس أرنبة أنفه وإن أخرجه كله فلق الحجر, ولعله قرأ عن أحد الشعراء في أيام الرسول (صلى الله عليه وسلم) واصفاً شعره بهذه الصفات ولكن ضد المشركين والمنافقين دفاعاً عن الدين الخاتم والرسول الذي بُعث إلى العالم كله ليهديه إلى طريق النور طريق الإسلام.. هذا الرجل قالها متفاخراً وما أكثر هؤلاء في هذا الوقت العصيب بحوادثه الطبيعية وحروبه الأهلية والإقليمية والدولية, وبحاجة الأقوياء الذين ينتهكون السيادة ويسيطرون على الممرات البحرية والأجواء الجوية لمحاربة الإرهاب وحماية من أوصلوهم إلى الكراسي يسيّرونهم كيفما يشاؤون, ولكن ذلك يهون وقد يتغير باتحاد الشعوب وإن تعددت مشاربها السياسية وأعراقها ومذاهبها ودياناتها, إلا فلسطين التي أُخذت بالقوة من أيدي أهلها قبل أكثر من ستين عاماً وحل محلهم غرباء يعادون الأديان والقيم ويعملون منذ أن عرفوا بارتكاب الربا وامتهان النفاق والتجارة المحرمة قبل الإسلام وزرع الفتن وإشعال الحروب.. وكان يريد أن يقول لمن حوله قولوا عني ماشئتم فأنا هكذا ولن أغضب إذا كان بيننا الآن من يعرفني بما أنا عليه وماهو في, ولكن يجب أن تفهموا بأن هذا الزمان لامكان فيه لغير الشجعان الأذكياء الذين لاتختطفهم نظرات المحتقرين للشواذ بمعناها الكامل وإذا كنتم غير مدركين ذلك الآن فعليكم أن تنظروا إلى من كانوا لا شيء وأصبحوا يملكون كل شيء ويتفاخرون مثل قارون مصر بأموالهم وأحوالهم التي يتمناها قليلو الصبر ضعيفو الإيمان فيتمنون أن يملكوا مثل مايملك ولما خسف الله به وبماله الأرض ندموا على قولهم وتابوا عن قول مايغضب الله.. إن صاحب اللسان الثلاثية الأبعاد هذا أضعف من أن يوبّخه طفل ممن يعرفونه ويعرفون كيف كان أولاده الذين يلبسون كل جديد ويأكلون كل لذيذ ويحملون في جيوبهم يومياً المزيد من النقود الجديدة مرة ومرتين وثلاثاً, فلا بد له أن ينهار ويقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم الذي دعاني إلى محاضرته المهلكة ولم أتردد في غمرة البحث عن الجاه والمال والخروج من قاع الفقر إلى مبهرات هذا الوقت والتي استحوذت على عقول من كانت لهم عقول، فما بالك بقليلي العقول الذين لم يهنأ معظمهم بثرواتهم لما أصابهم من أمراض جسمانية ونفسية لم ينفع معها علاج في عواصم الدنيا المتقدمة. فالحلال هو الذي يجعل الانسان يتلذذ بالعمل الشريف والحياة الطبيعية لايشعر بالذل والضعف أمام الأكابر منفردين أو مجتمعين بل يحظى بهيبة تفوق هيبة من كان في عداد المشردين قبل أن يحصل على وظيفة في مكان ما، وفي فترة كان طالب الوظيفة لايلاقي مايلاقيه اليوم خريج الجامعة والمعهد في الحصول على درجة وظيفية بينما تجد أمثال هؤلاء وأبنائهم من يستقبلهم في باب إدارته ويودعه بنفس الترحيب المتضمن وجود درجة تناسب تطلعاته ورغبة ابنه..