عندما تعبر الجماهير عن رغبتها وتحمي إرادتها وتصون كرامتها وتذود عن وحدتها وعزتها ,وتقول لا لمن يزرع الحقد في أجيالنا كي تتقاتل ,ولا لمن يشعل النار في أزهارنا كي تحرق ,ولا لمن يخرب ديارنا ويفرق جمعنا ,ولا لمن يعرض اليمن للخطر الخارجي, ولا لكل متخلف وعنصري ,ولا لكل متجرد مأجور، ولا لكل حاقد ومأفون ,ولا لكل مدسوس وخائن, عندها يشعر المواطن أن الوطن بألف خير ,لأنه قطع الطريق على دعاة الفتنة ومشعلي الحروب وتجارها وبائعي الضمير من إنسها وجنها الذين استغلوا الساحة وجعلوها نهباً لأفكارهم الشيطانية في غياب مخيف للأغلبية الجماهيرية الساكتة أو الملتزمة بالدستور والقانون التي لم تتلق إشارة واضحة لتخرج من أجل الدفاع عن حريتها وكرامتها وترد على حالة الزيف التي تمارسها القوى الظلامية وتستخف بعقول الناس وتلوك أكاذيبها وزيفها لطمس الحقائق. إن التعبير الحي للجماهير عن رغبتها هو الرسالة الحية التي تصل إلى العالم ليدرك أن اليمنيين لن يقبلوا بغير وحدتهم بديلاً وأنهم يفضلون الموت في سبيل وحدة صفهم ,ويمقتون الفرقة والشتات ويدعون إلى المحبة والسلام ,ويحلمون بوحدة عربية شاملة توحد شمل الأمة العربية ويرون أن اليمن منبع التباشير المؤذنة بانبلاج فجر جديد تسود فيه الحرية وتنمو فيه العزة والقوة والكرامة ,وتنفض فيه الأمة غبار الذل والعار الذي لحق بها سنين طويلة وجعلها تابعة لا متبوعة ,نعم ذلك هو المشروع اليمني النهضوي الذي لايحلم به إلا الشرفاء والنبلاء والعظماء أولو القوة والعزم القوي. وإن كانت الجماهير قد عبرت يوم أمس في مدينة الثورة الرياضية عن هذا الطموح فإنها قد سجلت رسالة وصلت مضامينها إلى الأصوات النشاز وقالت لهم كفى عبثاً بالوطن فانتم لاتعبرون إلا عن أنفسكم أما الشعب الحر الأبي لايقبل بكم وستسمعون هذا الصوت في كل أرجاء اليمن لأن الوحدة قدر ومصير وأي تفريط بها يعد خيانة لايغفرها الشعب، فهل فهمتم الرسالة وعدتم إلى رشدكم نأمل ذلك بإذن الله.