تماما كما يسمى مصلح الساعات أو الميكانيكي الأمي مهندساً في اليمن، يسمى من كان يدعوهم المسيح عليه السلام بالكتبة علماء، مع أن أكثرهم علما أو جميعهم، يغني عنهم احد المواقع الالكترونية على الانترنت، وما أكثرها، حول القرآن الكريم، وآخر عن الحديث الشريف. فهم يحفظون النزر اليسير ويرجعون إلى ذات المواقع الالكترونية، كلما عن لأحدهم أن يفقع فتوى تكفيرية أو تفسيقية أو تبديعية، وينقل عنها حرفياً، إذ لم نر لأي منهم إبداعاً خاصاً به، فهم ليسوا إلا نقلة كتبة. لقد ابتلي الناس بسبب من أميتهم بهؤلاء الأدعياء ذوي اللحوم المسمومة، (حتى الثعبان السام لحمه غير مسموم ) الذين ينفثون سمومهم آناء الليل وأطراف النهار، محاولين تحويل هذه البلاد إلى صحراء ثقافية قاحلة تشبه الصحارى التي تمولهم وترسلهم إلينا. فبعد المظاهرات وحملات المنابر على صحيفة 14 أكتوبر، وجريمة التحريض على الثقافية وكتابها حتى إغلاقها، هاهم يحرضون اليوم على ملحق أفكار ويقدمون إلى الأخ رئيس الجمهورية عريضة منها: “كما طالبوا بحماية العقيدة الإسلامية والأخلاق والقيم من العبث وإيقاف استهدافها المتمثل في انتشار التنصير والدعوات التغريبية والاستهزاء بالدين والشريعة و التهجم على العلماء وحماية الشريعة ، واستهداف المرأة وإقحامها في السلك العسكري والأمني والقضائي دون الاقتصار على التوظيف المنضبط بالضوابط الشرعية وبقدر الحاجة ، وانتشار الرياضة النسوية المصادمة لفطرة المرأة وحشمتها ، وانتشار التبرج والصور الفاضحة في وسائل الإعلام ، وانتشار القنوات الإباحية و الخمور وأماكن المساج و المراقص والملاهي الليلية ، والدعوة الصريحة إلى الفاحشة في بعض الصحف التي تملكها الحكومة مثل صحيفة الميثاق وملحق أفكار التابع لمؤسسة الجمهورية وبعض الصحف الأهلية كصحيفة المستقلة، إلى غير ذلك من المنكرات في عموم البلاد والتي تؤدي إلى الانحلال وضياع الهوية وانتشار الجرائم وشيوع العصابات وانعدام الأمن “. أي كذب وأي تدليس!!! فمتى دعا « أفكار» إلى إشاعة الفاحشة ؟ سبحان الله!! وكما أشار الأستاذ حميد رزق بحق في مقالته الرائعة (حرية العقيدة والفكر والتعبير): فإن “رسالة النبوة ومعركتها الحقيقية تكمن في تحرير وخلاص الإنسان واسترداد حريته وكرامته من الطواغيت.. ومنبع الشر في العالم كامن في تسلط الإنسان على الإنسان والطاغوت الديني يعتبر من أشد وأعتى أنواع الطاغوت لأنه لا يقتصر في التسلط على دنيا الناس وأموالهم وأقوالهم وحرياتهم وإنما ويمتد ليتحكم في أرواحهم ونفوسهم وأفكارهم وادعاء التصرف بمصيرهم ، وهو طغيان يشمل دنيا الناس ويحاول الامتداد إلى آخرتهم ، لذلك كان الطاغوت الديني كما يرى الدكتور عبد الفتاح الخطيب من أبرز علل التدين في تاريخ الدين وقد حذر القرآن الكريم من الوقوع فيه قال تعالى : «يا أيها الذين آمنوا إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل ويصدون عن سبيل الله ، والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم».