لا يخفى على الجميع ما يقوم به الإرهابيون الجبناء في شتى بقاع الأرض من قتل وترهيب واختطافات تحت مسميات عدة وفي ظل ظروف عدةٍ أيضاً ، وغطاءٍ يعتبره الكثيرون ممن لا يُدركون واقع تلك الجماعات الإرهابية بأنه غطاء ديني والدين الإسلامي بريءٌ من كل ما يُنسب إليه من تهم ، ذلك لأن الإرهاب ليس له دين وليس له وطن ولا يفرق بين جنس أو لون . فالدين الإسلامي ينهى عن قتل الناس ، حيث يقول الله عز وجل “إنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً” صدق الله العظيم ، وكما أنه لا يجوز قتل الناس تحت أي ظرف أو مسمى فإنه لا يجوز قتل الإنسان لنفسه أيضاً ، لأن روح الإنسان غالية وأمانة بين يديه حيث يقول الله عز وجل “ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما” صدق الله العظيم ، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم “من قتل نفسه بشيءٍ عُذّب به يوم القيامة” صدق رسول الله. أما عن ترويع الناس وإفزاعهم فالدين الإسلامي لم يترك هذا الأمر جانباً بل شدد على عقوبة من يفجع ويُفزع الناس، حيث يقول الرسول (صلى الله عليه وسلم) في الحديث الشريف «من أخاف مؤمنًا كان حقًا على الله أن لا يُؤمنه من إفزاع يوم القيامة» صدق رسول الله ؛ وإذا كان الإسلام الحنيف ينهى حتى عن الإشارة بالسلاح في وجه الآخرين حيث يقول الرسول( صلى الله عليه وسلم) لا يُشير أحدكم إلى أخيه بالسلاح فإنه لا يدري لعل الشيطان ينزعُ في يده فيقع في حفرة من النار” وما ذلك إلا سدًا للذريعة وصيانة لدماء المسلمين من أن تُنتهك ، بل إنه شدد أكثر من ذلك في هذا الأمر فقال: من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينتهي ، وإن كان أخاه لأمه وأبيه” صدق رسول الله، فما بالكم بمن يقتل النفس الآمنة البريئة ويرمي كل ما أنزل الله من آيات في القران الكريم خلف ظهره . فبالنسبة لي شخصياً لا أعتبر كل ما يُقدم عليه هؤلاء المجرمون الذين يقتلون أنفسهم ويقتلون الأنفس البريئة يقومون بتلك الجرائم عن جهل ،حيث وللأسف الشديد فإن كل ما يقدمون عليه من أعمال إجرامية هو فكرٌ تشربوه واعتقدوه ، لذلك فإنه مهما تُجري معهم السلطات من حوارات لن تُجدي نفعاً على الإطلاق لأنهم ضالون وتشربوا فكر الدموية من علمائهم الذين يظنون بأنهم ينتسبون للإسلام وبينما الإسلام وكل الديانات والأعراف التي توجد على وجه المعمورة تتبرأ من كل أعمالهم القبيحة .. وأود أن أسأل علّ هذه الأسئلة تجد جواباً منا جميعاً وهي : هل استفاد ذلك الإرهابي الجبان الذي أقدم على قتل نفسه أثناء مرور موكب السفير البريطاني في العاصمة صنعاء شيئاً من عمله الحقير الذي أودى بحياته وأفزع الآخرين ؟ أليس ذلك العمل الجبان فيه تعدٍّ على أقدار الله وسوء خاتمة منفذه ؟ لماذا يُصر هؤلاء المجرمون على الإضرار بمصالح الوطن وأمنه واستقراره ؟. بصراحة استغرب من كلام بعض الناس الذين يقولون بأن من يقومون بهذه الأعمال الإجرامية مغرر بهم ، فإلى متى نظل نردد هذه العبارة على أفواهنا ، فالجميع يعلم بأن الشاب عندما يصل عمره إلى الثامنة عشرة فهو مسئول كامل المسؤولية عن كل تصرفاته سواءً كانت حسنة أو سيئة ، ولماذا نتخذ من جملة مغرر بهم شماعة لكل من يسعى للنيل من أمن وطننا الذي يعتبر أمانة في أعناقنا جميعاً مواطنين ومسئولين قيادات وأفراداً، يجب أن نلتفت إلى هذا الأمر بجدية وننظر ما هي المشكلة وأين العلاج؟ كذلك يجب أن نعيد النظر في ما تقدمه بعض المراكز الدينية الموجودة في اليمن من مناهج تعليمية لمن يتقدمون للتعلم فيها ، مع العلم بأن بعضها يضم آلاف الطلاب ، وإلغاء كل مركز لا يحمل تصريحاً رسمياً من الجهات الرسمية، وإذا مُنح أي مركز من هذه المراكز أو الجامعات تصاريح رسمية يجب عمل زيارات تفتيشة ومُفاجئة للتأكد من سلامة المناهج التي يتم تعليمها لأبنائنا فيها ، فالمشكلة تكمن في أمور ربما نعتبرها جميعاً سهلة لكن الأمر أكبر من ذلك ، وبحاجة إلى متابعة جدية من كافة الجهات المسئولة . خلاصة القول : يجب على كل الجهات الأمنية التصدي بحزم لكل المؤامرات التي تحاك ضد الوطن في مطابخ الغدر والخيانة وعلى رأس تلك المؤامرات الإرهاب الذي هو آفة العصر ، كما هي دعوة إلى كافة وسائل الإعلام بأن توصل رسالتها التوعية بمخاطر الإرهاب وما خلفه من أضرار على كافة المستويات وعلى رأسها المستوى الاقتصادي للوطن ، كما أدعو كافة المواطنين إلى التعاون الكامل مع الجهات الأمنية لفضح كل من يحاول المساس بأمن الوطن واستقراره ، ولا أنسى أن أشكر بشكلٍ خاص كل من ساهم في إنجاز الفيلم اليمني (الرهان الخاسر) الذي أسهم بشكل كبير في توعية الناس بأخطار وأضرار الإرهاب ونتمنى أن يتم إنتاج أفلام جديدة توعوية وبلغات متعددة لمواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وطرقه .. العزة للوطن والخزي والعار لكل من يسعى لإشاعة الفوضى والفتنة في المجتمع ، ولنجعل شعارنا جميعاً “لا للإرهاب تحت أي مسمى” .