من جنيف بجنوب غرب سويسرا تواردت إلينا الأخبار تباعاً عن حصول الشابين المخترعين هاني محمد باجعالة وفهد عبدالله باعشن من اتحاد المخترعين اليمنيين على ميداليتين برونزيتين في المعرض الدولي للاختراعات في نسخته ال (38) التي انعقدت خلال الفترة من 25-21 ابريل الماضي بمشاركة نحو أكثر من 800 مخترع من 45 بلداً من دول العالم، بينهم خمس دول عربية. حيث أثبت الشابان باجعالة وباعشن حضورهما واستطاعا أن يسجلا التألق والإعجاب وأن يحققا لليمن قدراً وتشريفاً وتمثيلاً لائقاً رافعاً به اسمه عالياً في هذا المحفل الدولي النوعي للاختراعات والإبداعات العلمية التي يؤمه آلاف الزوار والباحثين والمهتمين من مختلف العالم . وبحسب المراقبين والمتابعين لهذا المعرض الدولي فقد كانت مشاركة اتحاد المخترعين اليمنيين بمثابة "مفاجأة" حقيقية تسجل لأول مرة في هذه التظاهرة العلمية من خلال عرض الاختراعين للشابين باجعالة وباعشن، تمثل الأول عن اختراع جهاز الكتروني يهدف إلى الكشف المبكر عن الأمراض الوبائية الواسعة الانتشار مثل وباء أنفلونزا الخنازير من أجل السيطرة السريعة عليها ..والاختراع الآخر يتعلق بمنع التدخين في الأماكن العامة بصورة إجبارية لحماية غير المدخنين من تأثيرات التدخين وذلك بواسطة جهاز تحكم الكتروني ..فهذه "المفاجأة" التي حققتها هذه المشاركة تؤكد بأن لدينا قدرات ومواهب وإبداعات علينا حق رعايتها وتشجيعها وتحفيزها وتقديم لها كل أشكال الدعم والمؤازرة . كما أنه يتوجب من مؤسساتنا ومراكزنا التعليمية والعلمية أن ينفضوا عن كواهلهم غبار الوهن والاغتراب وينشطوا اتصالهم وتواجدهم بين هذه النخب المبدعة ويأخذوا بأيدي الموهوبين والمتفوقين في مختلف حقول المعرفة والعلوم والإبداع وتوظيف قدراتهم وتنمية مواهبهم وإبداعاتهم , فلدينا الكثير من الطاقات الإبداعية الشبابية – للأسف- التي تضل طريقها بعيداً عن شمائل الاهتمام والرعاية فتصطدم بصخور الإهمال والتثبيط. إن باجعالة وباعشن هما أنموذجان للشباب اليمني الطموح ولولأ مثابرتهما واجتهادهما الشخصي لما وصلا إلى هذا المستوى ولما شرفا الوطن في محفل وتظاهرة علمية عالمية – كهذه –بالصورة اللائقة التي تبعث على الفخر والاعتزاز.. فالإصرار والتحدي والصبر والاجتهاد عناوين في مسيرة حياة هذين الشابين المبدعين اللذين سبق لهما أن شاركا في محافل علمية دولية مماثلة، حصد المهندس هاني باجعالة في إحداها التي أقيمت في دولة الكويت الشقيقة في عام 2007م على الميدالية الذهبية عن اختراعه لساعة عملاقة توضع على رأس جبل المكلا لتكون بمثابة معلم سياحي ومرشد للسفن في عرض البحر. إن المرء يقف منبهراً بهذين الشابين الرائعين وما حققاه من إنجاز وتتويج فهما يستحقان الرعاية والتشجيع وخاصة في مساعدتهما لتسجيل البراءة الفكرية لاختراعهما, وفي هذه الأثناء لا أدري لماذا علقت في ذاكرتي أبيات شعرية للأديب الكبير علي أحمد باكثير التي فيها الكثير من صور ومعاني المفاخرة والاعتزاز بأمثال هؤلاء الشبان من المتفوقين والموهوبين : مضى زمنُ الجمودِ فودِّعوه ووافاكمْ زمانُ العاملينَا! زمانٌ ليس يعلو فيه إلّا عصاميٌّ جرَى في السابقينَا وإن لنا مواهب سامياتٍ بني الأحقافِ أدهشتِ القرونَا ألا فاستعملوهَا في المعالي تنالوا في الورى المجدَ الأثينَا فقد لعبتْ بأدوارٍ كبارٍ جُدُودكمُ الكرامُ السالفونَا ولو ثقّفت يوماً (حضرمياً) لجاءك آيةً في النابغينَا.