تعجبني إجابات البسطاء من الناس حول كثير من القضايا التي أتعمد سؤالهم عنها ، ورغم بساطة أولئك الناس وانشغالهم بأمور حياتهم ومعيشتهم وهمومهم اليومية إلا أنك تجدهم على مقربة من الأحداث ولهم آراء لا يستهان بها وإن لم تأخذ تلك الأحداث الكثير من مساحات التفكير، مثلما هو الحال عند المتخصصين والمهتمين وغير المنشغلين بقضايا أخرى وأولئك الذين يجتاحهم هوس فلسفة كل شيء ويفردون من مساحات أوقاتهم الكثير للتفكير في أمور السياسة وما يحدث هنا أو هناك. الفرق بين آراء البسطاء وآراء الذين لهم علاقة بالسياسة بصورة أو بأخرى بما في ذلك ادعياء الفهم والإدراك هو ان آراء البسطاء تأتي عفوية ودون تكلف أو انحياز لطرف من الأطراف ودون تعصب لحزب أو جماعة، وهذا هو سر إعجابي بتلك الآراء وكثيراً ما أسأل البسطاء من الناس مع علمي بأنهم بسطاء ولهم مشاغلهم التي لا تسمح لهم بمتابعة الكثير من الأحداث والتعقيدات وأخبار السياسة وأهلها وغير ذلك لكنك حين تسأل أحدهم تكتشف ان الكثير من أولئك الناس استطاع ان يفهم ما يحدث في زحمة انشغاله وأنه أكثر إدراكاً من الأدعياء والمتفرغين للكلام في الجلسات و(المقايل) والمقاهي والذين يلوكون ألسنة السياسة أكثر أوقاتهم دون بصيرة من الأمر. سألت أحدهم وهو من البسطاء جداً ومن المنشغلين بلقمة العيش إلى أقصى حد ولا همّ له غير توفير لقمة العيش له ولاطفاله .. سألته مازحاً أيش رأيك بالقضية ؟ فأجاب أيش من قضية؟ قلت ما يحدث في البلد .. قال لي ليش تسميها قضية ؟ قلت أيش اسميها ؟ قال سمها « برطعة» قل أيش رأيك ب«البرطعة»في الشوارع ؟ أيش رأيك ب«الفرغة» عند بعض الناس والأحزاب حقهم ؟ قلت له طيب أيش رأيك بما قلت ؟ قال : ياصاحبي (يدوروا مصالح) والذي ما يلاقي مصلحة يخرج الشارع (يبرطع) ويصيح وهكذا يوم بصنعاء ويوم بتعز ويوم بلحج، المهم يمكن حصلوا من يدفع لهم حق المشاوير..(البياس) بنت كلب وبعض الناس يسيرون بعدها..هذه الأيام لعلمك أيام (طلبة الله) وكل واحد يطلب الله بطريقته : قلت له طيب ما رأيك بهذا النوع من الشغل ؟ قال : هذه هي المصيبة التي جابوها لنا من الغرب وسألني ما اسمها وظل يتذكر الاسم وبعد طول عناء اتضح أنها الديمقراطية ثم سألني : تقول ليش في الغرب ما يخرجوش (يبرطعوا) بالشوارع ويصيحوا ويكسروا المحلات ويقطعوا الطرقات ويقتلوا الناس؟ قلت الأوضاع عندهم أفضل قال:لا مش كذا، الديمقراطية حقهم معاها ( صميل أخضر) لا تصدق الخبر والذي شخرج يقطع طريق الناس ويقتل ويكسر المحلات شقتلوا أبوه الشرطة قبل ما يبدأ.. الديمقراطية حق النصارى ما قدرت تتحمل ( الحجاب) حق النسوان المسلمات عندهم، كيف شتحمل التكسير والتخريب وقطع الطريق والشتائم بالشوارع .. أصحابنا في هذا البلد يشتوا ديمقراطية ( المراجمة) والتخريب وهذه مافيش فائدة منها ولا تحل مشكلة ولا تشبع (جيعان) . خلي لي حالي بس معي ما يكفي من الهموم، الله يفتح عليك ولا تصدقش كل الخبر حقهم .