كأي مواطنٍ يمني كنت أترقب وأنتظر الخطاب التاريخي الهام الذي ألقاه فخامة الوالد علي عبد الله صالح- حفظه الله ليلة الثاني والعشرين من مايو المجيد بمناسبة مرور عقدين من الزمن على إعادة تحقيق الوحدة اليمنية المباركة ، ذلك المنجز العظيم الذي يجب أن نحافظ عليه ونضعه في حدقات أعيننا ، لكن فخامة الرئيس (حفظه الله) عودنا على المفاجآت في كل مناسبة وطنية تُطل علينا .. فالعفو الذي أصدره فخامته عن كل المحتجزين على ذمة قضايا التمرد بصعدة ومثيري الشغب والعنف في بعض المحافظات الجنوبية وإطلاق سراح الصحفيين المحتجزين على ذمة قضايا ليؤكد لنا جميعاً إصرار وحب فخامته للتسامح ، الصفة النبيلة التي تحلى بها فخامته - فبالرغم من كل الإساءات المتلاحقة والمتكررة لبعض الخارجين عن النظام والقانون تحت غطاء إعلامي من بعض الصحفيين الذين بدلاً من أن يُطفئوا نار الفتنة كانوا وقوداً لها ،رامين خلف ظهورهم كل الخطوط الحمراء والثوابت التي يجب عدم تجاوزها أو المساس بها، فقد كانت حكمة فخامة الرئيس هي دائماً الملهمة له في اتخاذ قرار العفو الصائب في هذا التوقيت الهام في تاريخ وطننا الحبيب وهذا رد واضح وصريح على كل أولئك الذين أدمنوا دوماً على قلب الحقائق وتشويه الديمقراطية اليمنية ، لذلك نتمنى من جميع من شملهم هذا العفو أن يُثبتوا حسن النية وأن يراجعوا أنفسهم علَّ الضمير يُؤنبهم وأن يفتحوا صفحة جديدة ، ومن كانت له أي قضية أو مظلمة فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، لا أن يتجه لإشعال الفتنة وصب الزيت على النار والمساس بالوحدة والثوابت الوطنية . وهنا ومن باب الإنصاف فقط لا أنكر بأن هناك بعض التباطؤ في حل بعض القضايا التي ترد إلى بعض الجهات المسئولة ويوجد العديد من الذين يُعانون من هذا الأمر، فمرور عدة أعوام على قضايا لم يتم الالتفات إليها من قبل الجهات المعنية بالأمر لا يوجد له مبرر على الإطلاق ، وهذا قد يجعل البعض يتضجر ويبحث عن وسائل أخرى يجد فيها إنصافاً لقضيته خاصة إذا كان الشخص المعني بالأمر مظلوماً ، فبعض الأمور يحتاج حلها إلى اتخاذ قرار حاسم لا يقبل التأجيل أو الإيضاح بشكل مباشر عن أسباب تعليق القضايا وعدم حلها بشكل طبيعي إذا لم يكن عاجلاً. في الأخير يجب على الجميع تغليب مصالح الوطن على كل المصالح والارتفاع والسمو بالوطن عالياً عن كل الصغائر ، لأن في مصلحة وطننا مصلحتنا جميعاً .. ولن يضر الوطن كيد الكائدين وبإذن الله ستعود كل سهام الكائدين للوطن إلى نحورهم .. والله من وراء القصد .