من الصفات الحميدة التي يتحلى بها فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية الحكمة والنبل والمروءة والتسامح والعفو والصفح وسعة الصدر وحسن التصرف واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب زمناً ومكاناً.. كما أنه يتحلى بالصبر عند الشدائد وفي معالجته لمختلف القضايا والمشكلات التي تعترض مسيرة البناء والتنمية ويعمل البعض على إذكائها وإثارتها بين الحين والآخر والتي كان آخرها فتنة التمرد في بعض مناطق محافظة صعدة والاحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية والشرقية والتي اراد مثيروها استهداف وحدة الوطن وأمنه واستقراره. لقد تعامل فخامة الأخ الرئيس مع كافة القضايا بالصبر والحكمة.. قال تعالى في كتابه الكريم:«ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور» وقوله تعالى:«إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب».. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :«ومن يستعفف يعفه الله ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله وما أعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر» صدق رسول الله. وفخامة الأخ الرئيس حباه الله بالكثير من الخصال الحميدة والتي منها معالجة القضايا والمشكلات بالحكمة والصبر والتأني وحسن التصرف في اتخاذ القرار.. وهو دائماً يحرص على تقديم القدوة الحسنة والنموذج الذي يجب أن يحتذى به. فعلى مدى الثلاثين عاماً المنصرمة ومنذ توليه قيادة مسيرة الثورة والبناء والتنمية في يوليو 8791م أثبت أنه الرائد الذي لايكذب أهله وأنه القائد الشجاع الذي لايهاب المحن والأعاصير والسياسي الحكيم الذي يتعامل مع مختلف القضايا والمشكلات برؤية وعقلانية وتجلت حكمته وشجاعته ومقدرته الفذة وتسامحه وكرمه وعفوه وحلمه وصفحه وتواضعه وحسن تعامله وأخلاقه الراقية والسامية في كل المواقف وفي مختلف الظروف والأزمات التي مرت بها البلاد. الخميس الماضي أصدر فخامته عفواً عاماً عن المحتجزين على ذمة الأحداث التي تم إثارتها في بعض المحافظات الجنوبية وعددهم اثنا عشر شخصاً وتم الإفراج الفوري عنهم بمناسبة شهر رمضان المبارك،كما وجه فخامته بإيقاف تنفيذ العقوبة الصادرة في حق فهد القرني والإفراج عنه وكذلك الإفراج عن لؤي عبدالوهاب المؤيد،وقد سبق ذلك الإفراج عن بقية المحتجزين على ذمة فتنة التمرد في صعدة ولم يكن هذا بالشيء الغريب أو غير المتوقع من فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح،لأنه قد عودنا دائماً بأنه صاحب المفاجآت السارة وأنه صاحب القلب الكبير الذي يتسع لكل أبناء الوطن. لم يكن هذا العفو هو الأول ولن يكون الأخير فقد سبق لفخامة الأخ الرئيس وفي أكثر من محطة أن أصدر قرارات عفو كثيرة لعل أهمها إعلانه العفو العام عن كافة المتورطين في حرب صيف 49م،ومن منطلق الحرص على إغلاق ملفات الماضي بكل آلامه ومآسيه ومن منطلق المسؤولية الوطنية والتاريخية والحرص على المصلحة الوطنية العليا أصدر فخامته قراره التاريخي بإسقاط التهم الموجهة لقائمة «الستة عشر» وإيقاف تنفيذ العقوبات المحكوم بها عليهم.. وهو بذلك يتمثل قوله تعالى «فخذ العفو وامر بالعرف وأعرض عن الجاهلين» وقوله تعالى:« والعافين عن الناس والله يحب المحسنين». من المؤسف أن البعض قابل الحسنة بالسيئة فبدلاً من الاستفادة من قرارات العفو التي أصدرها فخامة الأخ رئيس الجمهورية والعيش كمواطنين صالحين عمدوا إلى افتعال المشكلات وإثارة الخلافات والنعرات الشطرية والمناطقية وإلحاق الضرر بالمصلحة الوطنية العليا ورغم ذلك فهاهو فخامة الأخ الرئيس يعفو عنهم مرة أخرى ومنهم من يُعد هذا العفو الثالث أو الرابع لهم.. فهل نأمل أن يثوبوا إلى رشدهم ويعودوا إلى جادة الصواب ويلتحقوا بركب مسيرة البناء والتنمية والوحدة والديمقراطية ويكفروا عما ارتكبوه في حق الوطن؟! هل سيتعظ هؤلاء النفر وسيقابلون الحسنة بالحسنة .. هل سيصدقون مع أنفسهم ومع الله ومع الوطن.. هل سيعملون بقوله تعالى:« يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين» وقوله تعالى:« يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً» وقوله تعالى:« واعتصموا بحبل الله جميعاً ولاتفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها كذلك يبين الله لكم آياته لعلكم تهتدون» .. وقوله تعالى «يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً» صدق الله العظيم.. وقوله صلى الله عليه وسلم « اسمعوا وأطيعوا فإنما عليهم ماحملوا وعليكم ماحملتم» صدق رسول الله.؟! فهل سيعي أولئك الذين يريدون الخروج على الجماعة وشق وحدة الأمة التي التأمت في الثاني والعشرين من مايو عام 09بعد عقود من الفرقة والشتات والمآسي والآلام.. هل سيعون ماذا يجب عليهم تجاه وطنهم وأمتهم وهل سيرتفعون إلى مستوى المسؤولية ومستوى هذا العفو من فخامة الأخ رئيس الجمهورية.. هل سيقولون: إلى هنا وكفى ويعترفون بخطئهم فليس العيب الاعتراف بالخطأ،ولكن العيب الاستمرار فيه.. هل سيتسامحون مع أنفسهم أولاً ومع الوطن والشعب ثانياً؟!.. ذلك مانرجوه. وعليهم أن يستفيدوا من الدروس ويتعظوا من التجارب فيراجعوا حسابهم ويدركوا جيداً أن العفو عنهم كان من موقع القوة والاقتدار فالعفو عند المقدرة سمة العظماء. وختاماً:« ماجزاء الإحسان إلا الإحسان» والوطن ملك كل أبنائه ويتسع للجميع وعلى كل فرد أكان في السلطة أو المعارضة مسؤوليات وواجبات تجاهه فلتتشابك الأيدي وتتوحد الصفوف من أجل بناء اليمن الجديد وتحقيق المستقبل الأفضل الذي ننشده جميعاً.