تجهّم وجه العم(عبدالصبور) واكفهرّ عندما انطفأت الكهرباء ظهيرة يوم الأربعاء الماضي, على الرغم من أنه يدرك أن هذا بسبب احمال الصيف القائظ بالمكلا, إلا أن الراديو (الترانزتور) القابع على يمينه لم يتوقف عن إذاعة نشرة الثانية ظهراً من “إذاعة المكلا” المتميزة. بعد هنيهة انفرجت أسارير (عبدالصبور) فور سماعه خبراً, عبر الأثير, مفاده إقرار رفع تصور بتشكيل مجلس يعنى بتطوير وحماية النمط المعماري لمدينة المكلا, في اجتماع رأسه الأمين العام الجديد للمجلس المحلي بمحافظة حضرموت الأستاذ خالد الديني, وماصاحبه من قرارات, فالتفت إلى صديقه(عبدالسميع) قائلاً: «شفت الديني كيف؟! هذا الكلام اللي بغيناه.. خمس سنين يابو السميع ومن أيام المحافظ هلال ولا حرك المجلس المحلي عود من شأن يحمي المكلا ويطورها». وافقه(عبدالسميع) بأن حرك كوفيته إلى الوراء مع حركة رأسه ثم قال: صح كلامك يابو الصبر.. لكن هلال شكل مجلس من شان هذا الموضوع و.. فقاطعه عبدالصبور بإشارة من يده ثم قال:هلال ما قصّر ولكن وين كانوا المسئولين اللي تحته؟! «شِف يد واحده ماتصفق».. وإذا كان المحافظ لوحده ونائبه الأمين العام ماهي من وين باتجي الحركة اللي فيها بركة؟! عادت بي الذاكرة سنتين إلى الخلف وأنا استمع لهذا الحوار الصادر عن أمثال هؤلاء البسطاء الغيورين على مدينتهم وجمالياتها, والذين انفرجت أساريرهم لحظة سماعهم ذلك الخبر على الرغم من معاناتهم من الحر الذي داهمهم قبل ثوان, فتذكرت أنني كتبت حينها مقالاً في العزيزة”الجمهورية” لعددها ذات الرقم(14152) الصادر في 31 يوليو 2008م في الصفحة الأخيرة (2).. تساءلت فيه عن مجلس تطوير وحماية مدينة المكلا من العبث العشوائي الذي طال بناءها العماري الأصيل وخدش جمالياته وشوّه حلتها البيضاء التي ارتدتها منذ قرن ونيف من الزمن, وطالبت بتنفيذ قرار المحافظ (هلال) بشأن تفعيل عمل ذلكم المجلس, ولكن لاحياة لمن تنادي. واليوم يأتي أمين عام جديد ونائب للمحافظ ليدشن اجندة مهامه ونشاطه بمثل هذه الاهتمامات التي تلامس مطالب المواطنين وتطلعاتهم لتطوير وحماية مدينتهم وعاصمة محافظتهم، إلى جانب الاهتمامات الأخرى التي دشن بها هذه الأجندة ومن بينها اهتمامات محلي المحافظة والسلطة بشريحة المعاقين ورعايتهم وإحلال مانسبته ال5 % من الوظائف الحكومية لصالح توظيفهم، بعد سنوات مريرة من التجاهل والملامسة السطحية العابرة لهموم وقضايا هذه الشريحة الصامتة والمهضوم حقها. ونقولها بتفاؤل: إن المكلاوحضرموت تنتظرها، على يد محافظها القدير وأمين عام مجلسها المحلي الجديد الشاب المتدفق حيوية والمتسلح خبرة وكفاءة، أيام وسنوات مفعمة بالأمل في التطوير والنماء إذا ما تكاتفت جهود أبنائها والمجلس المحلي والمكتب التنفيذي، وإذا ما خففت الحكومة قليلاً من مركزيتها وأعطت المحافظة كافة مخصصاتها ومنحتها صلاحيتها بعيداً عن الروتين المنفر و البيروقراطية البغيضة المضيعة للجهد والمال. قال الشاعر : ومن يلق خيراً يحمد الناس أمره ومن يغوِ لا يعدم على الغي لائماً [email protected]