الاربعاء الماضي احتفل العاملون في بلاط صاحبة الجلالة (السلطة الرابعة) بيوم الصحافة اليمنية والذكرى العشرين لانعقاد المؤتمر التوحيدي للكيانين النقابيين اللذين كانا قائمين قبل إعادة وحدة الوطن في ال22 من مايو 1990م. الاحتفال الذي أقيم في العاصمة صنعاء بحضور معالي الدكتور علي محمد مجور، رئيس مجلس الوزراء تم فيه تكريم عدد من زملاء الحرف المخضرمين وكذا عدد من الجهات والشخصيات الداعمة لنقابة الصحفيين اليمنيين وتم خلاله أيضاً الإعلان عن تأسيس صندوق التكافل الاجتماعي للصحفيين اليمنيين بمبلغ ستة عشر ألف دولار وأعلنت شركة (MTN) للهاتف النقال تبرعها بخمسة ملايين ريال لصالح الصندوق. لقد اقترن ميلاد نقابة الصحفيين اليمنيين مع الإنجاز التاريخي العظيم المتمثل بإعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً في ال22 من مايو 1990م فبعد سبعة عشر يوماً من إعادة الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية تم عقد المؤتمر التوحيدي للنقابة في 9 يونيو 1990م والذي انعقد في العاصمة صنعاء تحت شعار «نحو تعزيز دور الصحفيين اليمنيين في حماية الجمهورية وترسيخ الوحدة الوطنية والديمقراطية وتحديث المجتمع» وبذلك تعد نقابة الصحفيين أولى المنظمات الجماهيرية التي تم توحيدها مباشرة بعد إعادة وحدة الوطن وقد لعبت الصحافة دوراً بارزاً في تعزيز النهج الديمقراطي وحرية الرأي والرأي الآخر خلال العشرين عاماً المنصرمة وأكدت عمق التلازم والترابط بين حرية الكلمة ويوم 22 مايو 1990م ومثلت الأقلام الوطنية الشريفة مشاعل تنوير للمجتمع وجسدت الشراكة الوطنية في بناء اليمن الجديد ولعبت الكلمة الوطنية الحرة والصادقة دوراً كبيراً في تعميق الوعي والحس الوطني بالقضايا الوطنية والمصيرية. بقدر ما حققته الصحافة اليمنية من قفزات نوعية متميزة خلال العشرين عاماً الماضية إلا أن هناك بعض الكبوات التي وقعت فيها بعض الصحف وبعض الصحفيين حيث أساءت تلك الصحف وأولئك الصحفيون إلى شرف المهنة وحرية الكلمة وأمانة المسئولية ليس ذلك وحسب بل ان هناك من تسربوا إلى بلاط صاحبة الجلالة من الدخلاء على مهنة الصحافة فأسأوا للصحافة والصحفيين بممارساتهم المشينة والمتمثلة باستخدام مهنة الصحافة للابتزاز وهو ما جعل مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين يقف في اجتماعه المنعقد يوم الاثنين 7 يونيو الجاري أمام تلك الممارسات وناقش الاجتماع الشكاوى التي تلقتها النقابة بشأن ابتزاز الدخلاء على المهنة لبعض المؤسسات العامة والخاصة وأكد المجلس رفضه لكل أشكال الابتزاز واستخدام مهنة الصحافة للارتزاق خارج قواعد المهنة وشرف العمل الصحفي ونعتقد انه بات من الضروري جداً الإسراع في مناقشة وإقرار ميثاق الشرف الصحفي يتم بموجبه وضع حد لكل الممارسات والسلوكيات المسيئة لمهنة الصحافة وحرية الكلمة. من حسن الطالع ان يتزامن الاحتفال هذا العام يوم الصحافة اليمنية مع صدور العفو الرئاسي من قبل فخامة الأخ علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية على كافة الصحفيين الذين لديهم قضايا منظورة أمام القضاء أو الذين صدرت في حقهم أحكام قضائية وإطلاق الموقوفين منهم وهو ما يمثل تأكيداً على تسامح فخامة الأخ الرئيس وحرصه على اعطاء مساحة أكبر من حرية الرأي واستشعاره الواعي بأهمية الرسالة الوطنية النبيلة التي يضطلع بها الصحافيون في المجتمع ولذلك ينبغي لحملة الأقلام ان يكونوا مشاعل تنوير لا معاول تدمير ويجب على الصحافة أن تكون وسيلة لتعميق ثقافة المحبة والإخاء والتسامح ولغة الحوار ووسيلة لخلق الوعي المستنير والوقوف في وجه مروجي ثقافة الكراهية والحقد ومثيري الفتن وأصحاب المشاريع الصغيرة .. وينبغي للصحفيين وكل حملة الأقلام الانتصار لقضايا الوطن والشعب والتصدي لكل المحاولات التي تستهدف النيل من الوحدة والديمقراطية والجمهورية والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي.