لعبت الصحافة اليمنية أدواراً عظيمة في مختلف المراحل التي مر بها وطننا اليمني في تاريخه المعاصر سواء في مقارعة الحكم الإمامي الكهنوتي المتخلف والنظام السلاطيني والاحتلال البريطاني وفي الدفاع عن الثورة اليمنية 26سبتمبر و14أكتوبر من خلال تعميق الوعي والحس الوطني تجاه القضايا الوطنية وحمل رسالة التنوير والتغيير بالكلمة الوطنية الصادقة والشجاعة وقد أسهم الرواد الأوائل من صناع الحرف والكلمة في مسيرة النضال الوطني فكانوا مشاعل تنوير ودعاة تغيير إلى الأفضل. في التاسع من يونيو الجاري احتفل الصحفيون اليمنيون بيوم الصحافة اليمنية والذكرى العشرين لانعقاد المؤتمر التوحيدي للكيانين النقابيين اللذين كانا قائمين قبل إعادة وحدة الوطن اليمني في ال 22من مايو 1990م والذي انعقد بالعاصمة صنعاء في التاسع من يونيو 1990م بعد سبعة عشر يوماً من إعادة الوحدة وقيام الجمهورية اليمنية وبذلك تعد نقابة الصحفيين اليمنيين أولى المنظمات الجماهيرية التي تم توحيدها مباشرة بعد إعادة وحدة الوطن اليمني أرضاً وإنساناً. يوم الأحد من الأسبوع الماضي استقبل الأخ الرئيس علي عبدالله صالح الزملاء رئيس وأعضاء مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين الذي بحث معهم مجمل القضايا المتعلقة بمهنة الصحافة والدور الذي يضطلع به الصحفيون في تعزيز النهج الديمقراطي وحرية الكلمة والرأي والرأي الآخر حيث أكد فخامته أهمية الصحافة ورسالتها والدور الذي تقوم به في خدمة الحقيقة وخلق وعي وطني تجاه القضايا التي تهم الوطن والمواطن. الأخ الرئيس شدد خلال لقائه قيادة النقابة على ضرورة تزويد الصحفيين بالمعلومات الصحيحة وبما يمكنهم من ممارسة النقد البناء الذي يسهم في إثراء العملية الديمقراطية ومسيرة البناء والنهوض الحضاري وخلق ثقافة وطنية تعزز التلاحم والإخاء والمحبة ونبذ ثقافة الكراهية والبغضاء وهي الثقافة التي يعمل البعض من ذوي النفوس المريضة على محاولة تكريسها بين صفوف المجتمع وبمختلف الوسائل بما فيها الصحافة الصفراء. فخامة الرئيس أكد رعايته للصحافة والصحفيين.. مشيراً إلى أهمية الدور التنويري الذي يضطلعون به في المجتمع وقال إن الصحافة شريك فاعل في المسيرة الديمقراطية وصنع التحولات في الوطن.. وانطلاقاً من ذلك وجه فخامته بمنح أعضاء نقابة الصحفيين اليمنيين قطع أرض في عدد من المحافظات وتقديم الرعاية الطبية المجانية لهم في مستشفيات وزارتي الدفاع والداخلية.. كما وجه بالتبرع بمبلغ أربعين مليون ريال لإنشاء نادٍ وصندوق التكافل الاجتماعي للصحفيين وماتبقى من قيمة المقر الخاص بالنقابة وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى الاهتمام الكبير والرعاية الخاصة التي يوليها فخامة الأخ الرئيس للصحافة والصحفيين وحرصه على تعزيز حرية الرأي والتعبير بالكلمة الوطنية الصادقة والمسئولة التي توحد ولاتفرق.. تبني ولاتهدم.. تدعو إلى المحبة والإخاء والتلاحم وليس إلى الكراهية والحقد والتشرذم.. وكذا حرصه على تعزيز دور نقابة الصحفيين في الارتقاء بمهنة الصحافة ورعاية منتسبيها. وكان فخامة الأخ الرئيس قد أصدر بمناسبة العيد الوطني العشرين عفواً شاملاً عن كافة الصحفيين الموقوفين على ذمة قضايا نشر أو الذين صدرت في حقهم أحكام أو الذين لديهم قضايا منظورة أمام المحاكم في قضايا الحق العام.. وخلال لقائه الأحد الماضي قيادة نقابة الصحفيين وجه فخامته الجهات المعنية بأن تتولى المحاكم الاعتيادية النظر في قضايا النشر في المحافظات التي تتواجد فيها الصحف وبمايكفل عدم انتقال الصحفيين إلى أمانة العاصمة لمتابعة قضاياهم أمام المحكمة المختصة بالصحافة وهو ما يؤكد للمرة الألف مدى سعة الصدر التي يتمتع بها فخامة الأخ الرئيس فهو دوماً يضع نفسه موضع الأب أمام أبنائه يعفو ويصفح ويغفر لأبنائه أخطاءهم ودوماً يسمو فوق الجراحات ويترفع عن الصغائر وهذه هي شيم العظماء.