مفهوم الخلافة الإسلامية – الذي لا يعد مفهوماً واحداً – جرّ على الإسلام والمسلمين مشكلات كثيرة، كانت ضمن معوقات الانطلاق نحو تنمية هادفة، بل أخّرت مسار انطلاق العقلية العربية. ولا بأس من أن نشير إلى أن «مصطلح الترادف» أصبح يمثّل مشكلاً على صعيد اللغة وعلى صعيد المواصفات الاجتماعية الأخرى. فالخلافة الإسلامية لم تعد مفهوماً واحداً، بل تعددت مفهوماتها وفق الأنظمة السياسية والإقليم الجغرافي والثقافة العامة والخاصة، وأخشى أن أقول إن الإسلام كاد يصبح أكثر من إسلام!!. ولا بأس أيضاً أن أشير إلى العصمة؛ فلم تعد عصمة واحدة، وبما أن العصمة لا تكون إلا لنبي «أغنية فيروز» فإن العصمة قد أصبحت من حقوق الأئمة عند بعض الفرق الإسلامية. الخلافة + العصمة أصحبتا مشكلتين توجهان ازدهار الرجعية والتخلف في المجالين العربي والإسلامي، وليس ثمة أي نظام في العالم الإسلامي ابتداءً من نواكشوط والباكستان حتى أنقرة وطرابلس ومسقط. الخليفة لغوياً يخلف سلفاً هو النبي الذي يستمد وحيه من الله بفضل عصمة السماء، والخليفة يحكم – إذن – بأمر الله في النتيجة، وأي اعتراض على الخليفة هو اعتراض ينبغي أن يُقمع ويُصادر؛ لأنه اعتراض على الذات المقدسة العلية. قام بعض مقلدي العالمانية العرب والمسلمين بالتشبه برفض مفهوم الخلافة والعصمة؛ إذ رأوا أن لا تقدم في العالمين الإسلامي والعربي إلا برفضهما أسوة بأوروبا!!.