أعضاء مجلس النواب يحتاجون إلى راحة فهم طوال السنة يتحدثون باسم الشعب يفتتحون جلساتهم باسم الشعب ويهبرون باسم الشعب ويقرون موازنتهم باسم الشعب، تكبر كروشهم وأرصدتهم باسم الشعب، يلعن أبو «....» هذا الذي أتعب النواب. لأجل هذا هم بحاجة إلى إجازة قصيرة يتحدثون فيها باسم أنفسهم، هم أيضاً بشر يتعبون ويتألمون، يحتاجون للراحة والاستجمام والنوم، علينا أن نشعر بهم تماما كما يشعرون بنا..؟ سأورد لكم حكاية أحد أعضاء مجلس النواب جعل عمر بن الخطاب قدوته هذا العضو منذ ما يقارب سنة وهو يحضر إلى محكمة غرب الأمانة من أجل قضية حضانة رفعتها أم لا يتجاوز عمرها الثانية والعشرين عاما ضد زوجها الذي اختطف طفلتها البالغة من العمر عامين ونصف ، حتى انه لشدة حرصه على القانون أصدر الحكم بدلا عن القاضي قائلاً: إن مصلحة الطفلة تقتضي أن تظل عند والدها واقر القاضي حكمه، تستند عدالة هذا الحكم على أن الأب مقاول كبييييير «مرة كبيييير» وصديق حميم لعضو مجلس النواب الذي لا يستحق إجازة بل بتر كلي ..! أجمل ما قالته هذه الأم وهي تتحدث معي “ أشتي افهم كيف عضو في مجلس النواب يقر القوانين ويشرعها داخل المجلس ويأتي إلى المحكمة ويبطلها بالوساطة والرشوة. عضو مجلس النواب يفرغ نفسه ليحرم أم من طفلتها وطفلة من أمها وما ناقص إلا يقول باسم الشعب”..! المهم ليس هذا موضوعنا هؤلاء الأعضاء يحتاجون لإجازة ليس لأجل أن يجلسوا مع أنفسهم لأجل أمر آخر مهم أيضا »عشان رحمة ربنا تنزل»؟!. ولأنهم يدركون ذلك فقد قرروا باسم الشعب أن يمنحوا أنفسهم إجازة قصيرة لا تتعدى ثلاثة أشهر مع سبل العيد. الغريب أني سمعت والله اعلم أن نساء النواب يكرهن هذه الإجازة وتمثل لهن كابوساً مرعباً، والسبب يعود “ياسعم” إلى أن هذه الإجازة طويلة لدرجة تجعل بعضهم يقرأ القرآن ويصر على تطبيق ما جاء فيه خااااااصة قوله تعالى [وأنكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع] ويبرر بعضهم هذا الأمر بقوله الإجازة طويلة والمغريات كثيرة والفراغ يقتل “تشتوهم ينحرفوا” كأنهم خريجو الثانوية العامة..! على الرغم أن ثلثي أعضاء المجلس لا يحضرون الجلسات طوال أيام السنة ولا يجتمع الأعضاء الثلاثمائة والواحد تحت سقف المجلس إلا يوم الجلسة إياها، تتذكرونها جلسة إقرار الميزانية التي تتعدى المليار!. وبعدها يتفرقون تفرق أيدي سبأ. كم هي الميزانية التي تصرف من مال الدولة في برامج هؤلاء الانتخابية؟، كم ميزانيتهم التي تقر في الجلسة التي تحدثنا عنها آنفا ؟ هل يعقل أن تعطل السلطة التشريعية ثلاثة أشهر أو ثلاثة أسابيع؟ هل يتوافق هذا مع سياسة دولة تحتاج لمزيد من الإصلاحات ولمزيد من السهر والعمل ؟ شخصيا احتاج إجازة طويييلة ليتني عضو في هذا المجلس.