لثلاثة أسابيع متتالية بد ت قبة البرلمان خاوية دون أن تطقطق فيها مطرقة الراعي ..، إجازة بدت في ظاهرها طويلة جداً حد قول البعض- خاصة وأن هذه الشريحة هي المسئولة الأولى عن حياة الآخرين- ..لكن البعض الآخر يراها بأنها فرصة لإعادة النشاط إلي الأعضاء من جديد .. ماذا يقول النواب عن هذه الإجازة وبماذا قضوها ..،ملحق الديمقراطية حاول أن يكشف الستار عن حياة النواب في وأحد وعشرين يوماً ..؟! عمل النائب لا يقتصر في الإجازة!! في البدء تحدث النائب شوقي القاضي عن الثلاثة الأسابيع الماضية التي قضاها النواب بعيداً عن قبة البرلمان فقال: لا توجد إشكالية في أين يقضى النواب إجازتهم وإنما الإشكالية تكمن في السؤال هل أدى النواب أدوارهم الحقيقية في الرقابة والتشريع..لو أدى النواب دورهم الحقيقي في الرقابة و التشريع أيام جلسات المجلس ،ليس هناك إشكالية في أن يقضى النائب إجازته في تركيا أو سوريا أو في القاهرة..،وأضاف:”عمل النائب لا يقتصر في الإجازة؛ فالنائب له أكثر من مهمة فهو رب أسرة وصاحب مصلحة..،والفترة الماضية كانت فترة امتحانات الطلاب وأكيد أن بعض البرلمانيين كان مهتماً بتعليم أبنائه..،فالرسول يقول “إن لنفسك عليك حقاً ،ولأسرتك عليك حقاً، ولأبنائك عليك حقاً كما يقول (ص) أعطي كل ذي حق حقه “ والبرلماني ليس مستثنى من هذه القاعدة، لكن مشكلتنا أننا نريد أن نشتغل أربعة وعشرون ساعة..،وبالنهاية نأتي لا مشروع ولا إنجاز ولا أسرة ولا صحة كل العمر يذهب سدى وقال القاضي :يجب أن تعرف أن من لا يجيد فن الراحة لا يتقن العمل،ونحن نعمل في إطار منظومة –ليست مستقلة –وإنما في إطار دولة وفي إطار مؤسسات فأي ضعف في هذه الدولة أو في المؤسسات يودي إلى ضعف مكوناتها ويؤدي إلى ضعف البرلمان والبرلمان يؤدي إلى ضعف أعضائه ،نحن لسنا راضين ولا أي نائب يحترم نفسه يستطيع أن يقول انه راض عن دوره وأدائه في المجلس ؛لأننا لم نفعل شيئاً في مكافحة الفساد..،البرلمان لم يفعل شيئاً لكثير من الذين قتلوا سوى على أيدي مجرمين أو قطاع طرق..،لم يفعل شيئاً في إحلال الأمن فالكثير من أراضي الناس تنهب والبرلمان صامت..” وعن دوره خلال فترة الإجازة قال “نحن بعون الله أهلنا أكثر من 12 ألف شاب في مجال الكمبيوتر واللغات والخياطة والكهرباء وقيادة السيارات والمهن الحرة ،كما دربنا أكثر من ألف إمام وخطيب على مبادئ الديمقراطية والتوعية بمخاطر الفساد ،وكرمنا أكثر من ألفين طالب وطالبة من المتفوقين وأعلنا عن تأسيس أول جائزة تفوق في اليمن اسمها جائزة الامتياز والتفوق الدراسي،لكنني لا أستطيع أن أقول أن شوقي القاضي أو غيره أتى بما لم تأت به الأوائلُ . إجازة طويلة جداً قال عيدروس النقيب أن الفترة التي قضاها النواب في الإجازة طويلة جداً جداً ،وأضاف البلد تلتهب من أطرافها ومن وسطها، والعنف يستشري والإخوة في رئاسة مجلس النواب يركنون إلى الراحة والسكينة وكأن البلد لا يعنيهم في شيء، وأضاف:هناك برلمانيين لم يحضروا البرلمان لمدة سبع سنوات فأنا لا أستطيع أن أفتي ما الذي يفعله البرلمانيين خلال الإجازات وهناك برلمانيون حاضرون وعملهم في البرلمان أهم من عملهم في دوائرهم وإجازاتهم ..، ولكنني أستطيع أن أقول إن معظم الإجازات تذهب دونما الاستفادة منها فلا البرلماني يستفيد ولا الناخبون يستفيدون ومع ذلك لا أتصور أن الكثير من البرلمانيين يتابعون الكثير من القضايا المجتمعية ويشاركون في المناشط السياسية ويهتمون بمتابعة قضايا ناخبيهم سوى بما يتعلق بالمشاريع في مديرياتهم أو في مناطقهم أو الزيارة والالتقاء بالمواطنين ولكن هذا لا ينطبق مع كل أعضاء المجلس.. ونفى النقيب مفهوم الإنجاز العالق في أذهان بعض النواب بالحصول والاستحواذ على المشاريع والمنح المقدمة إلى الآخرين لأفراد أسرتهم أو لأعضاء في دائرتهم،ورأى أن هذا المفهوم مفهوم خاطئ وقال: إن تقابل وزير التعليم العالي وتخرج منه بمنحتين أو ثلاث لطلاب من دائرتك هذا ليس إنجازاً ولا تعتبر منجزات لأنها تستهلك وقت النائب وتجعله يضيع أسابيع من أجل قضية صغيرة مثل هذه..،لكنه أعترف أنه لم يفعل شيئاً للنواب في هذه الفترة وقال بأنه حظر مؤتمرات دولية بدعوة من البرلمان الألماني لبحث قضايا اليمن في ألمانيا و الشراكة اليمنية الألمانية في مجالات التنمية وفي مساعدة اليمن في التغلب على معضلة التنمية. تجديد يرى النائب جابر عبد الله غالب أن فترة الإجازة هي بمثابة فترة تجديد لإعادة النشاط للأعضاء وأضاف: البرلماني هذه الأيام يقضي يومه في تفقد أحوال أبناء دائرته وناخبيه ،وتفقد الشباب في المراكز الامتحانية .. مؤكداً أن عمل البرلماني دائماً هو عمل تشريعي ورقابي لكن قد يتحول إلى مُشارع في الأقسام أو محامي وهذه ليست مهمة دستورية أو قانونية وإنما هي من الهموم الشخصية له . وعن فترة الإجازة يرى أن هذه الفترة ليست كثيرة ..حيث إن اللائحة الداخلية للمجلس تنص على أن هناك أسبوعي عمل وأسبوعي إجازة ..،لكن في بعض الأيام يكون هناك عمل فيتم تمديد عمل البرلمان لمدة ثلاثة أسابيع . وعما عمله خلال هذه الفترة يقول «إنه تفقد أحوال الشباب في المراكز الامتحانية كما تفقد أحوال ناخبيه ومنظمات المجتمع المدني». احتياج بالنسبة للنائب نائف محمد الحميري يرى أن هذه الإجازة قصيرة جداً وأنهم بحاجة إلى فترة أطول..، وعما فعله خلال فترة الإجازة يقول الحميري “نحن عملنا على مطالبة ومتابعة المشاريع التي تقدمنا بها،وحل بعض القضايا بين الناس ..،أما عن البرلمانين الآخرين فكل واحد له ظروفه الخاصة به يقضيها في هذه الإجازة . وجه آخر للمجلس يقول النائب عبد الباري دغيش أن مهمة البرلماني الحقيقية ليست تحت قبة البرلمان وإنما هي بالأساس خارج جدران المجلس ،حيث تقوم على الزيارات الميدانية وتقصي الحقائق وتشكيل اللجان الخاصة، وأضاف:هذه المدة ليست إجازة للراحة كما يضنها البعض لكنها الوجه الآخر لعمل البرلمان،وتعتبر آلية من آليات المجلس المشطورة في الدستور وفي اللائحة الداخلية للمجلس وهي في غاية الأهمية تعمل على تلمس واقع أداء الحكومة ومؤسساتها المختلفة ،فنحن عندما نقوم بزيارة إلى مدينة عدن للنظر في مخاطر وباء حمى الضنك إنما نحن نقوم بواجبنا الأصيل المنصوص عليه في الدستور. وأشاد دغيش بدور مؤسسات المجتمع المدني لإسهامها في مكافحة وباء حمى الضنك والحد من انتشاره ؛حيث سجل تراجع في عدد الحالات في المحافظات الثلاث ،كما أشاد بالدور الذي لعبته الصحافة في تغطيتها للأحداث وإيصالها رسائل للنواب عن القضايا والأحداث الحاصلة في المجتمع من خلال الكتابات التي تنشر في الصحف أو من خلال الرسائل التي تصله عبر الهاتف أو البريد الإلكتروني أو عبر المنتدى العالمي الفيس بوك . وعن الدور الذي قام به كبرلماني خلال هذه الفترة قال: بدأتُ الإجازة بالمشاركة بالعديد من الفعاليات التي نضمها المجتمع المدني كالمشاركة في حضور عرض فيلم الوحش الكاسر الذي عرضته المدرسة الديمقراطية من أخراج الأستاذة خديجة السلامي حضره ممثليين للهيئة العامة لمكافحة الفساد والعديد من ممثلي المجتمع المدني والصحفيين والكتاب،كما شاركتُ في ورشة العمل التي أقيمت في تعز بالتعاون مع المركز الديمقراطي الوطني للشؤون الدولية لمدة ثلاثة أيام لمناقشة وثيقة خاصة بتطوير اللائحة الداخلية للمجلس ؛حيث خرجنا بمسودة تنص على إضافة فصل جديد إلى للائحة الداخلية للمجلس. هذه المسودة عبارة عن تطوير أداة رقابية جديدة يمكن للمجلس أن يمارسها وهي جلسات الاستماع التي يمكن أن تتيح فرصة أكبر لمشاركة المجتمع باتخاذ القرار الرقابي أو في تطوير القوانين،وحتى اللحظة لا تحتوى اللائحة الداخلية على مثل هذه المادة -لائحة الاستماع-فإذا ما تم إقرار هذه المسودة من قبل المجلس فإن العمل البرلماني سيرتقي كثيراً. واشتغل في هذه المسودة حوالي خمسة عشر عضواً في الشؤون الدستورية والقانونية إضافة إلى الكوادر الفنية والإدارية في المجلس الذين شاركوا في هذه المسودة،كما قمت بزيارة إلى عدن على رأس لجنة مع الدكتور نجيب سعيد غانم لتقصي الحقائق حول وباء حمى الضنك ؛حيث التقينا بمدير مكتب الصحة بالمحافظة والكادر الصحي بالمستشفيات كما التقينا بمدير مكتب الصحة بمديرية لحج وأبين ..،استمعنا إلى ما تم عمله خلال الفترة الماضية لمكافحة مرض حمى الضنك، كما شاركت بصورة خاصة في وفد الجمهورية اليمنية- مع وزير الصحة ووزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ورئيسة اللجنة الوطنية للمرأة- للمشاركة في المؤتمر الإقليمي الذي عقد في الإمارات العربية المتحدة بالتعاون مع شرطة دبي حول واقع حال مرض الإيدز والإمكانيات المتاحة لمواجهة هذا المرض على مستوى المنطقة شارك في هذا المؤتمر العديد من الدول ومنظمات المجتمع المدني ،أفغانستانباكستانإيران دول جنوب إفريقيا والدول العربية. ختاماً تبدو هذه الإجازة صعبة في ظل المكانة الرفيعة التي يحظى بها البرلمان في عيون الشعب .. لكن هذه المكانة قد تهتز إذا ما تناسى أو تجاهل النواب أدوارهم دون مبالاة كما حدث في الفترة الأخيرة من تمديد لإجازة المجلس من (12-21)يوماً ،إضافة إلى التغيب الطويل لأعضاء المجلس والذي قد يصل بأحدهم سنوات فيما نحن أبناء الشعب لم نألف سوى الوجوه القليلة والتي لا تخطئ أن تلتقطهم شاشات التلفزيون يومياً والذين لم يتجاوزا الخمسين إلى السبعين شخصاً.؛لكني بمرارة أتساءل أين بقية أعضاء البرلمان من الثلاث مائة والعضو هؤلاء الذين لم يعرف عنهم منذ دخولهم البرلمان سوى رقم المقعد.