يمثل يوم ال17 من يوليو نقطة تحول تاريخية في مسيرة وطننا الحبيب صاغها وقادها وجسدها على أرض الواقع فخامة الرئيس علي عبد الله صالح, والذي شكلت طريقة وصوله إلى منصب رئيس الجمهورية أولى معالم التحول في طريقة الوصول إلى الرئاسة من خلال الانتخاب الحر والمباشر من قبل مجلس الشعب بدلاً من الوصول للرئاسة من خلال الانقلابات العسكرية التي تحصد في طريقها الكثير من الضحايا ويكون الثمن فيها باهظاً ومكلفاً. وتوالت في ظل مسيرة قيادته الحكيمة العديد من معالم التحول الهامة في مسيرة الوطن أبرزها التحول نحو النهج الديمقراطي والتعددية السياسية والانفتاح على مختلف الرؤى والأفكار على الساحة الوطنية بدايةً بتأسيس المؤتمر الشعبي العام كأول تنظيم سياسي على الساحة اليمنية يجمع بين دفتيه مختلف الأيديولوجيات الفكرية تحت مظلة وثيقة الميثاق الوطني التي صاغها كل أبناء الشعب واستُفتي عليها كمشروع وطني وعقد اجتماعي . ولم تمضِ سوى سنوات حتى جاء التحول الأعظم في حياتنا كيمنيين وهو التحول من حالة الفرقة والشتات بين أبناء الوطن الواحد إلى حالة الوحدة ولمّ الشمل بإعادة تحقيق الوحدة اليمنية في الثاني والعشرين من مايو 1990م, على يد صانع الوحدة ورائدها الأول فخامة الرئيس علي عبد الله صالح الذي أرسى معها النهج الديمقراطي التعددي وحرية الرأي والتعبير لتبدأ اليمن عهداً جديداً من التنمية والنهوض الشامل في مختلف المجالات . ولن أسترسل في ذكر التحولات والمنجزات التي تحققت طوال مسيرة قيادة الرئيس علي عبد الله صالح الحكيمة لسفينة هذا الوطن التي تقلّنا جميعاً وتواجه اليوم العديد من التحديات والزوابع التي تحاول أن تعصف بها أو تحوّل مسارها وتعيدها إلى الخلف , لكن هيهات أن يتحقق ذلك لأن سفينة الوطن اليوم أكبر وأقوى من كل الأعاصير والتحديات وتمتلك قائداً ورُباناً محنكاً وذا خبرة طويلة في قيادة هذه السفينة والوصول بها إلى شاطئ الأمان والتقدم والاستقرار . وهاهو القائد المحب لوطنه يؤكد اليوم حرصه على أن يشارك جميع من يمتطي سفينة هذا الوطن من قوى وتنظيمات سياسية في البناء والتنمية والنهوض بهذا الوطن من خلال دعمه ورعايته الكريمة لاتفاقية فبراير 2009م بين المؤتمر الشعبي العام وأحزاب اللقاء المشترك, وتوقيع الطرفين مؤخراً على محضر تنفيذ هذه الاتفاقية وتجسيدها على أرض الواقع, ليشارك الجميع بفاعلية في بناء وتنمية الوطن, ويجتمعوا على طاولة حوار واحدة تحت مظلة الدستور والثوابت الوطنية للخروج برؤية مشتركة لتحقيق الخير والنماء لهذا الوطن واضعين نصب أعينهم مصلحة الوطن العليا فوق كل المصالح الحزبية والشخصية الضيقة . فشكراً لك أيها القائد الحكيم ونعاهدك بأننا سنظل أوفياء لكل ما زرعته فينا من قيم الحب والانتماء لهذا الوطن المعطاء , محافظين على وحدته ومنجزاته ليظل وطننا واحداً متوحداً, آمناً مستقراً, نحيا تحت سمائه, وندفن في ترابه الطاهر ليبقى عالياً متوهّجاً بين الأمم .