أصبح المواطن في بلادنا على موعد سنوي مع موجة الغلاء الفاحش في أسعار المواد الغذائية!! وهو الموعد الذي حدده بالإجماع المتوحشون تجار هذه الفاحشة في شهر رمضان المبارك وكأن هذا الشهر الفضيل قد أصبح بالنسبة لهم الشهر الذي تتهيج فيه غرائزهم في الانتقام من المواطن وحسب جُلَّ توحشهم عليه بغية تعكير صفو أيامه الرمضانية المباركة ونقاء التعبد فيه.. ولاندري أهذا التوحش منهم قد صار جزءاً من لزوميات المهنة الخالية لديهم إلا من سيئات الأعمال لدرجة صار فيه “ رمضان” أكثر الشهور الذي تنمو فيه غرائزهم وتصوم عن فعل الخيرات ولهذا فهو المستحق أكثر لفحش مزايداتهم بلقمة عيش المواطن الكريمة.. أم أن وحشيتهم هذه طقوس يمارسها المتوحشون ترحيباً برمضان الذي له خصوصيته الروحية والدينية والإنسانية وهم قد جُبلوا على التمرد على الفضيلة وخوفهم من روحانية رمضان يجعلهم يبلغون ذروة الشر فيهم ويتنزل غضبهم على عباد الرحمن بهجمات المغالاة الشرسة في أسعار السلع ظناً منهم أن هذه الموجة تصرف البسطاء عن التفاعل الروحي والتعبدي وتجعلهم مشغولين بالكارثة.. كارثة هذا الغلاء الذي استفحل كثيراً وزاد استفحالاً مع قدوم شهر رمضان الكريم.. والحقيقة أن من يعملون ليل نهار على خلق هذه الأزمة الاقتصادية الخانقة كارتفاع الأسعار والتلاعب بأسعار العملات الصعبة.. إلخ هم أعداء رمضان وأعداء الفضيلة وأعداء الإنسانية وليس لهم من ضمير حي يكبح فيهم شهواتهم المريضة رحمة بالناس من خلال التحلي بأخلاق التجارة الحقة التي ترفض المتاجرة بقوت المجتمع والإثراء على حساب الجميع.. وقد ازدادوا توحشاً واستهتاراً وتلاعباً بالأسعار في ظل الموقف السلبي المشين للجهات المعنية،فلا حسيب ولا رقيب ولا ردع ولا ضبط وليس من موقف سوى الجعجعة الخالية من الطحين.. وهاهو المواطن بكل فئاته الفقيرة والأشد فقراً والمحدودة الدخل وحتى الطبقات المافوق !! هاهو يرزح مقهوراً مهزوماً تحت بطش الغلاء الوحش والتجار المتوحشين.. وكأن الغلاء قد أصبح القوة التي لا تقهر.. وعلى المتضرر اللجوء إلى القضاء.. وأي قضاء عادل أكبر من قضاء الله تعالى في هؤلاء الذين يتلذذون بتعذيب الأمة ولايحترمون ولو بأدنى مشاعر الاحترام هذا الشهر الفضيل .. فليس صومهم إلاَّ عن الشعور بالمجتمع وإلاَّ عن سماع صراخات الجياع.. اللهم باركنا لرمضان وبارك رمضان لنا وأجعله شاهداً لنا ولا تجعله شاهداً علينا واجعلنا ممن صامه وأقامه إيماناً واحتساباً لوجهك الكريم يارب العالمين.. اللهم اجعل أيام وليالي هذا الشهر الكريم مصدر قوة للجهات المختصة لممارسة مهامها في ردع الغلاء وأهله وأجعل هذا الشهر المبارك محركاً قوياً لمشاعرها تجاه المواطنين ووقوفها إلى صفهم ضد أعداء لقمة العيش الكريمة.. اللهم أنزل علينا بركاتك في رمضان ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.. أنت المؤمل والمرتجى ولا حول لنا ولا قوة إلاَّ بك يا قوي يامتين.. اللهم آمين .. وشهر مبارك على الجميع .