• أشك كثيراً أن يكون هناك من ينافسنا - نحن اليمنيين - على الاستهلاك الغذائي الكبير في شهر رمضان الكريم عن باقي الأيام والأشهر طيلة العام.. موائدنا ما شاء الله عامرة في هذه الأيام..، ولكن مع الأسف الشديد نفتقد للحكمة والرشاد و.. الترشيد في الإنفاق “!!”.. واستهلاكنا الزائد والبعيد عن حدود العقل يجعلنا وعقب كل وجبة إفطار نتناولها نضرب أخماساً في أسداس، ومن ثم نتساءل بحسرة: لما كل هذا الإنفاق وهذا الاستهلاك الزائد..، وهل تختلف أيام رمضان عن باقي أيام العام؟!.. أسئلة كثيرة مليئة بالآهات والحسرات لا نثيرها ونحن صائمون، وإنما بعد إفطار في موائد عامرة يتم رمي نصفها مع كل أسف. • استهلاكنا الزائد في رمضان ليس له ما يبرره، و ليس من أمور الدين في شيء، وإنما هو دليل عن غياب الترشيد الإنفاقي أو ثقافة الترشيد الاستهلاكي بين أبناء المجتمع.. ودليل على الإسراف والتبذير الذي يسيطر على سلوكنا في هذا الشهر الفضيل من كل عام.. نفتقر للثقافة الصحية إلى جانب الثقافة الاستهلاكية..، ونجد الصائم منا وبعد تناوله لوجبته الإفطارية يلوم نفسه بعد أن أصيب بالتخمة ولم يستطع معها التحرك من مكانه لأداء عباداته أو القيام بأعماله..! الصيام صحة للبدن..، والصيام تقنين في الاستهلاك، والصيام تكافل وتراحم بين الناس وإطعام للمسكين والبائس الفقير، والصيام عبادة أولاً وأخيراً..، ولكن مع كل أسف ضاعت كل هذه المعاني وحل محلها التبذير والإسراف، ووجدنا أنفسنا ونحن نسير في طريق من اللامبالاة ومن دون دراية أو تفكير مسبق بالعواقب وراء هذا الإسراف الذي لا حدود له..! • نحن بحاجة إلى أن نتعلم كيف نأكل في رمضان وفي غير رمضان، كيف نسترشد في إنفاقنا، كيف نؤمن غذاءنا في كل أيامنا..، وكيف نقنن في الاستهلاك.. بحاجة إلى مساعدة أنفسنا في مواجهة هذا الغلاء الذي يخيم علينا لاسيما مع حلول شهر رمضان الكريم..، والذي نكون نحن سبباً فيه نتيجة زيادة طلبنا على الكثير من المواد الاستهلاكية.. نحن بحاجة إلى تعزيز الرقابة الذاتية على أنفسنا.. إلى التقيد بقيم الترشيد، والتعقل في الاستهلاك. ثقافة الترشيد الغذائي والاستهلاكي يجب أن تكون من أولى الأولويات التي ينبغي على المرء منا التسلح والالتزام بها كسلوك لاسيما في هذه الأيام التي نعيش فيها أجواء من الروحانية والتقرب إلى الله أكثر والفوز برضاه.. رمضان امتحان للنفس وتطهير لها من الخطايا والآثام.. وليس سباقاً محموماً لشراء الكثير من المأكولات والمشروبات غير الصحية والتي تتسبب بتعرض الجسم للكثير من الأمراض.. و«صوموا تصحوا».. «ولا جاكم» شر..