45عاماً مرت من عمر هاشم المقطري وهو المولود من رحم المعاناة كان عليه أن يتحمل أعباء الحياة ويوفر احتياجات أسرة قبل أن يطفئ شمعته العاشرة. في مسقط رأسه “المقاطرة” رافق أحد العاملين في مجال البناء مساعداً وكان حينها لا يقوى على حمل “الأحجار” الثقيلة فكان أجره يقل، لكن طفل العاشرة مجبر على أخذ الأجر الزهيد ليخفف عن كاهل الأسرة حملاً هو أكثر صلفاً “إنه الفقر” الذي التصق به حتى منتصف العقد الرابع، فشاخ هاشم والفقر لم يشخ، غير أنه تكفل بفتح ألف باب للعذاب.. ولم يتمكن هاشم حتى الآن من إغلاقهم. 4أبناء هم حصيلة 15عاماً من الزواج الذي كلفه جل ما لديه حسب قوله وبعد أن وجد فرصته للخلاص من هم إعالة والديه، لكن سرعان ما ذبلت ورود الحلم واعشوشب الحزن فكانت الفاجعة الأولى: “غفران” هاشم المقطري “5سنوات” المولود رقم “2” أصيب بحمى شوكية وإمكانيات الأب الذي كان متواجداً حينها في قريته لم تتح له فرصة إسعافها إلى تعز بداية الأمر، وحين تمكن من ذلك حملها برفقة والدتها إلى المستشفى السويدي للأمومة والطفولة، وبعد أسبوع من استضافتها في العناية المركزة خرج الأطباء بهذا التشخيص “لديها ضمور في الدماغ بفعل الحمى” وكل المحاولات لم تسيطر عليه، فكان على الأب أن يحمل فلذة كبده ويعود إلى حيث أتى برفقة “روشتة” علاج وعلى ابنته أن تداوم على استخدامه؟ أسندت هذه الكارثة إلى هاشم مهمة أخرى إلى جانب احتياجات المنزل وهي توفير قيمة العلاج لابنته “غفران” التي تعثرت قدماها بعد أشهر من إصابتها. هاشم استسلم لتدابير القدر حسب قوله: والقادم سيعوض خسارته في “غفران” التي باغتها “المرض” قبل أن تتهجى اسمها دونما خطأ لكن مأساته لم تكتمل بعد!.. مشير هاشم المقطري “3” سنوات المولود رقم “3” بضعة أشهر مرت من ساعة الميلاد حتى جاء والده النبأ من لسان أحد الأطباء أيضاً في مستشفى السويدي للأمومة “مشير يعاني من ضمور في الدماغ ولد معه وهو بحاجة إلى عناية مع الالتزام بتوفير العلاج الذي سبق وأن حظيت به شقيقته “غفران” *هاشم يدلف فصلاً جديداً من المعاناة، أخذ ولده مشير وعاد به إلى القرية وأيضاً لم تكتمل المأساة. *بكيل هاشم المقطري المولود رقم “4” خرج إلى الحياة قبل عام ووالده كان حينها في رحلة عمل بإحدى المحافظات، بغرض توفير كلفة العلاجات لولديه غفران ومشير،بالإضافة إلى احتياجات المنزل. * عاد هاشم وحمل مولوده الجديد الذي كان حسب قوله “ بجسد غير طبيعي”إلى مستشفى الأمومة أيضاً ولم تخرج نتائج التشخيص عن التوصيفين السابقين “بكيل يعاني من ضمور في الدماغ” وعلى الأب أن يلتزم بتوفير العلاج. 4 أبناء لهاشم المقطري، التهم “ضمور الدماغ” ثلاثة منهم وعطَّل أقدامهم من الحركة “ فهم مقعدون في زاوية غرفة لا تتعدى مساحتها 3 أمتار بتعز استأجرها بعد أن هاجر من قريته، حتى يتمكن من علاجهم في تعز.. استقبلتهم اللجنة الطبية الألمانية في مستشفى الثورة فأكدت اللجنة حاجة الثلاثة المرضى لجهاز مغناطيسي للرأس وكانت الكلفة باهظة “135” ألف ريال وهاشم لا يقوى على توفيرها،فعاد بهم إلى المنزل. هاشم بعدها راح يبحث عن معونة صندوق المعاقين وسلم مسؤوليه تقارير الأطباء التي أرسلت إلى صنعاء ومكث ينتظر الفرج، لكنه عاد إليه بالتزام قضى بتوفير أدوية لواحد من الثلاثة المرضى فقط وعربة واحدة وعجز الصندوق عن توفير أدوية للبقية. 3 أبناء “غفران ،مشير، بكيل” مصابون بضمور دماغي أقعدهم عن الحركة ووالدهم عاجز عن إنقاذهم، وتقارير الأطباء تؤكد حاجتهم لأدوية وأشعة مغناطيسية ولديهم قابلية للعلاج، فهل من مغيث؟؟