الصوم ذو تأثير بالغ في تخفيف الاعراض التي تنتاب الأعضاء الظاهرة والباطنة والتخلص من الآلام والانحرافات والذي يبدو لنا في هذا الخصوص أن للصوم في الإسلام حكماً أكثر أهمية حتى في ما يتعلق بالجانب الطبي والصحي فالصوم يشذب النفس البشرية ويلطف المشاعر ويسمو بالروح وهنا بدوره بالغ الأهمية من حيث انعكاساته على السلوك فتقوى وشائج القربى بين أفراد المجتمع الإسلامي ويتذكر الغني الذي فتح الله عليه من فضله أحوال وأوضاع إخوته الفقراء ممن يعيشون الفاقة ويتطلعون إلى مساعدته واسهامه .. وهكذا تتكامل الجهود ويقوى روح التكافل الاجتماعي وتتحقق الخيرية والمودة بصفتها قيمة أصيلة في قيم ومثل ومبادىء الدين الإسلامي الحنيف وهكذا فإلى جانب الفائدة التي يجنيها جسم الإنسان بالصوم مما يكون له الأثر الطيب والنتائج الحسنة على صحة الإنسان وعافيته فإن الصوم يحقق أيضاً أعظم الآثار نفعاً في مستوى الروح والإيمان لأن الصائم يكون مشدوداً ومتعلقاً أكثر بخالقه ورازقه ومن ثم يكون مدفوعاً بتلقائية يسندها الإيمان إلى فعل الخير والمساهمة الواعية في سد الثغرات الاجتماعية عن طريق مراعاة أحوال الآخرين ومد يد العون والمساعدة للمحتاجين والفقراء وذوي العوز. ومع نسمات أيام وليالي شهر رمضان المبارك المعظم الروحانية الآلهية فإن على الجمعيات الخيرية في بلادنا والصناديق الخيرية الأهلية والحكومية ورجال المال والأعمال والتجار النظر بعين الرحمة والعطف إلى طوابير الفقراء والمسئولين وذوي الاعاقة والمتقاعدين والعاطلين وتقديم المساعدة العينية والمالية والمادية والمعنوية بعيداً عن المجاملة والمحسوبية والحزبية والمناطقية وهي مهمة وطنية وإنسانية يتحملها المسئولون على سير عمل هذه الجميعات والنظر إلى هؤلاء ولاسيما في هذا الشهر العظيم «وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله» وقد قال تعالى في كتابه الكريم (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).. وبالنسبة للصوم فقد تحدث علماء كثيرون مسلمين وغير مسلمين عن فوائده وما يمكن أن يجنيه الإنسان منه من مكاسب يقول الأستاذ المرحوم فريد وجدي: كان الناس إلى زمان قريب يحسبون أن الصيام قد اعتبر من مقومات الصحة الجسمانية كما علموا من عهد ابقراط أنه عامل قوي من العوامل المنقية للجسم من سموم الأغذية فإن الأغذية التي نتناولها بشراهة تحتوي على مواد دهنية ومواد رباعية العناصر لاتطيق البنية البشرية أن تختزن مقداراً يزيد عن الحاجة منها واطلاق الحرية للإنسان بجعله يتناول كل ما يقع تحت يده وكثيراً ما يصاب بسبب هذه الحرية بآفات مرضية تكون وبالاً عليه.