يفترض أن يذهب الفلسطينيون والصهاينة إلى مفاوضات مباشرة دون شروط مسبقة من كلا الطرفين.. هذا في حالة أن يقبل الفلسطينيون التفاوض أو العودة للتفاوض المباشر.. مع أن كل المفاوضات المباشرة مع الصهاينة كانت تنتهي بمجرد تحقيق الصهاينة مكاسب زمنية، ومكاسب على الأرض على حساب حقوق الشعب الفلسطيني. اليوم الصهاينة يبحثون في عودة المفاوضات المباشرة،ويسعون لدى الولاياتالمتحدة للضغط على السلطة الفلسطينية وهي تعمل ذلك لإعادة المفاوض الفلسطيني للمفاوضات المباشرة دون أية ضمانات أو مذكرة تحدد بوضوح وشفافية مواضيع أو عناوين المفاوضات،وذهاب الفلسطينيين إلى مفاوضات دون ضمانات وعناوين تطرح للتفاوض محددة وواضحة وشفافة ومفصلة بدقة،ومجدولة زمنياً.. ليس سوى خدمة للعدو الصهيوني،وإعطائه المزيد من المكاسب، والوقت الكافي لإتمام برامجه في تهويد القدس، وتوسيع المستوطنات، وإقامة مستوطنات جديدة، وهي برامج يصرّعليها بقوة.. حيث يؤكد أن بناء المستوطنات لا علاقة لها بالجلوس على مائدة المفاوضات المباشرة. ومع كل ماقدمه الفلسطينيون والعرب من تنازلات خلال العقود الماضية فمازال الصهاينة يشترطون للذهاب إلى المفاوضات المباشرة مع الفلسطينيين الاعتراف بدولة يهودية للكيان الصهيوني،وعدم البحث في الحدود قبل البحث في الأمن الصهيوني والقضاء على المقاومة.. ونحن نقول: إن المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.. بينما العرب الفلسطينيون يلدغون كل يوم من نفس الجحر الصهيوني. والشرط الأول الاعتراف بدولة يهودية للصهاينة .. يعني التنازل عن حق العودة، والذي تقرّ به القرارات الدولية كحق للفلسطينيين .. هذا من ناحية ومن ناحية أخرى يعني ترحيل ماتبقى من العرب مسلمين ومسيحيين من أراضي الدولة اليهودية. أما الشرط الثاني فيعني بحث القضايا الأمنية للكيان الصهيوني، وإلزام السلطة الفلسطينية أو التزام السلطة الفلسطينية بها إلى جانب القضاء على المقاومة .. يعني المواجهة المسلحة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وبين السلطة لتتفرغ العصابات الصهيونية لمشاريعها التهويدية في القدس وغيرها وفي مشاريع المستوطنات. وعليه فإن المفاوضات المباشرة فخ لإيقاع الفلسطينيين فيه، فهل يقع الفلسطينيون فيه؟!