خواتم مباركة هاهي أيام وليالي شهر الرحمة والمغفرة تنقضي متسارعة, فها نحن نعيش العشر الأواخر من الشهر الكريم (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبيناتٍ من الهدى والفرقان) ولم يعد يفصلنا عن عيد الفطر المبارك سوى ثلاثة أيام , والعشر الأواخر من رمضان فيها ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر فهي الليلة التي أنزل فيها القرآن الكريم و(تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر , سلام هي حتى مطلع الفجر). وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ماتقدم من ذنبه).. في العشر الأواخر من رمضان يزداد إقبال المسلمين على الاكثار من أعمال الخير ومد يد العون والمساعدة للفقراء والمحتاجين ابتغاء المغفرة من الله وطلباً لزيادة الحسنات.. ونعتقد أن المستحقين لمد يد العون والمساعدة ليسوا فقط أولئك الذين يطوفون المنازل والمحال التجارية والأسواق والمساجد وإنما هناك الكثير ممن هم في أمس الحاجة للمساعدة وهم الذين لايمدون أيديهم طلباً للمساعدة ويحسبهم الناس أغنياء من التعفف. الأسعار نار! ارتفعت الأسعار بشكل جنوني قبل حلول شهر رمضان المبارك , وقال التجار إن السبب في ذلك هو ارتفاع سعر الدولار مقابل الريال اليمني وهو ما أدى إلى أن الغالبية العظمى من الناس عجزوا عن توفير المتطلبات اللازمة من المواد الاستهلاكية وخصوصاً متطلبات شهر رمضان ومنذ مطلع الأسبوع الماضي تراجع الدولار مقابل الريال ليصل إلى مائتين وخمسة عشر ريالاً للدولار بعد أن كان قد صعد إلى أكثر من مائتين وستين ريالاً , ورغم هذا التراجع في سعر الدولار فقد ظلت الأسعار كما هي دون تراجع وهذه ليست المرة الأولى التي ترتفع فيها الأسعار مع ارتفاع سعر صرف الدولار وتظل كما هي دون تراجع عندما يتراجع سعر صرف الدولار , وأمام الارتفاع الكبير لأسعار الملابس والأحذية يقف كل الآباء من ذوي الدخل المحدود وخصوصاً صغار الموظفين والعمال في القطاعين العام والخاص وعمال الأجر اليومي يقفون عاجزين عن تلبية طلبات أبنائهم وبناتهم في توفير كسوة العيد. هل هؤلاء مسلمون؟ كنا نظن أن أولئك النفر ممن غرر بهم الشيطان ليسلكوا طريق الإرهاب والقتل وسفك الدماء سوف يعودون إلى رشدهم وسيجعلون من شهر رمضان المبارك محطة لمراجعة النفس ومحاسبتها والعودة إلى جادة الحق والصواب ولكن للأسف فقد خاب ظننا ,حيث أبت تلك العناصر الإجرامية المشبعة بثقافة الإرهاب والدمار إلا الاستمرار في اتباع خطوات الشيطان فأقدمت على ارتكاب عدد من الأعمال الإرهابية خلال شهر رمضان المبارك ومنها العمليتان الإرهابيتان اللتان نفذتهما تلك العناصر الإجرامية في محافظة أبين , الأولى في 20 أغسطس , الموافق 9 رمضان والتي أودت بحياة أحد عشر جندياً من أفراد الأمن في مديرية لودر , والعملية الثانية في 28 أغسطس , الموافق 18 رمضان والتي استهدفت النقطة الأمنية في مديرية جعار وأودت بحياة ثمانية من أفراد النقطة الأمنية وأحد موظفي مكتب التحسين في محافظة أبين , وهو ما يؤكد للمرة الألف أن هذه العناصر لاتحل حلالاً ولا تحرم حراماً فقد جبلت على أعمال الإجرام وسفك الدماء وقتل النفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق وتأكد للجميع وبجلاءٍ تام أن هذه العناصر أعدت ودربت ووجهت من قبل أعداء الأمة الإسلامية لتشويه صورة الإسلام والمسلمين وإلحاق الضرر بالشعوب والبلدان الإسلامية ومنها بلادنا التي يريد اعداءها إلحاق الضرر بها وبأبنائها وتحويلها إلى قاعدة لتنفيذ مخططاتهم الإرهابية وهو ما يستدعي من كافة أبناء الشعب اليمني دون استثناء الوقوف صفاً واحداً في وجه هذه العناصر الإرهابية وإفشال المخططات الإجرامية التي تستهدف وحدتنا وأمتنا واستقرارنا ومستقبل أولادنا وتقدم وازدهار وطننا الحبيب. وختاماً: هل أولئك الذين يرتكبون الأعمال الإرهابية مسلمون حقاً يصومون ويصلون ويقرأون كتاب الله ويتدبرون معانيه ويعملون بسنة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم .. رسول الرحمة والمحبة للعالمين.. لا أعتقد ذلك وإلا لماكانوا يقدمون على ارتكاب هذه الجرائم البشعة بحق الآمنين.