ها نحن نودع شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار.. نودع شهر رمضان المبارك بنهاره الجميل ولياليه العطرة الروحانية.. نودع شهر القرآن والتقوى والصبر وجهاد النفس.. شهر الخيرات والفتوحات العظيمة.. ها نحن في العشر الأواخر التي فيها ليلة مباركة هي خير من ألف شهر.. قال تعالى: «إنا أنزلناه في ليلة القدر وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر سلام هي حتى مطلع الفجر» فهل استفدنا من مدرسة هذا الشهر العظيم وتعلمنا الصبر وجهاد النفس؟.. أسئلة كثيرة يجب أن نسألها أنفسنا قبل انقضاء الأيام القليلة المتبقية من شهر الرحمة والمغفرة. ها نحن للعام الثاني نعيش أيام وليالي شهر رمضان المبارك في ظل ظروف مأساوية حيث ما زالت الأرواح البريئة تزهق والدماء الزكية تسفك على أيدي أولئك الإرهابيين الضالين الذين اتبعوا خطوات الشيطان فزين لهم أعمالهم وصورها لهم كما يريد متناسين قوله تعالى: « يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين » وقوله تعالى: «من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً» صدق الله العظيم. كيف يمكن لإنسان عاقل أن يقتنع بأن الجرائم الإرهابية التي يتم تنفيذها في بلادنا موجهة ضد اسرائيل وأمريكا أوالغرب الكافر كما يقول أولئك الإرهابيون.. فهل أفراد القوات المسلحة والأمن الذين قتلوا وأصيبوا في ميدان السبعين وطلبة كلية الشرطة وأفراد الحرس الجمهوري بالمكلا وأفراد القوات المسلحة والأمن في عدد من المحافظات وخصوصاً محافظة أبين هم قادة وجنود صهاينة أو قوات محتلة لوطننا أم أنهم يمنيون مسلمون، وهل أولئك المواطنون الذين قتلوا وأصيبوا في التفجير الإرهابي لخيمة العزاء في منطقة باتيس بمحافظة أبين وأولئك القادة والضباط والأفراد والأشخاص الذين يتم استهدافهم بعمليات إرهابية.. هل هم صهاينة أم مستوطنون محتلون لأرضنا؟. كيف لعاقل يمكن أن يقتنع بأن الجرائم الإرهابية التي يرتكبها أولئك المعتوهون تستهدف الكيان الصهيوني المحتل لأرض فلسطين وهضبة الجولان السورية فهل صنعاء هي القدس وهل أبين هضبة الجولان..؟ أي دين يعتنقه أولئك الإرهابيون وأية شريعة يتبعونها فكل الأديان السماوية تحرم قتل النفس إلا بالحق؟ هل يعقل أن إنساناً مسلماً يقرأ القرآن الكريم ويصلي الفروض الخمسة ويصوم رمضان يقدم على ارتكاب تلك الجرائم الإرهابية البشعة في حق إخوان له في الدين يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويصومون رمضان؟. ختاماً أين هم العلماء والخطباء والمرشدون والمثقفون والتربويون مما يحدث في الوطن من جرائم إرهابية وإزهاق للأرواح البريئة وسفك للدماء الزكية أم أن التعصب الحزبي قد أعماهم عن رؤية الصواب؟