مساء الجمعة الماضية كانت الحركة طبيعية في شارع الخياطين وسط مدينة تعز مثل بقية ليالي شهر رمضان المبارك، حيث يخرج الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً في المساء لشراء احتياجاتهم .. كان الازدحام على أشده في الشارع البعض متجه إلى داخل محلات الخياطة لشراء أو تفصيل ملابس العيد والبعض الآخر متجه إلى المحلات التجارية الواقعة في نفس الشارع أو شارع التحرير المجاور.. والباعة المفرشون وأصحاب العربيات يحتلون معظم مساحات الشارع وأصبح مرور السيارات والدراجات النارية فيه لا يتم إلا بصعوبة بالغة كما هو الحال في شارعي التحرير و62 سبتمبر.. أصوات الباعة ترتفع على امتداد الشارع.. البعض يبيعون ملابس والبعض بيبعون الخضروات والفواكه.. الجميع منهمكون في البيع والشراء ولا يعلمون ماذا يخبئ لهم القدر فبينما هم كذلك إذا بدوي انفجار عنيف يهز الشارع.. البعض اعتقد أن صوت الانفجار ناتج عن إطلاق ألعاب نارية في أحد الأعراس لكن تدافع الناس رجالاً ونساءً وأطفالاً وصرخاتهم التي ملأت أرجاء الشارع أكدت أن هناك حدثاً جللاً وأن وصوت الانفجار الذي سمعوه ليس صادراً عن لعبة نارية أطلقت في الهواء كما ظنوا وإنما هو انفجار قنبلة يدوية ألقاها أحد الأشخاص على شخص آخر إثر خلاف بسيط بينهما فكانت نتيجة ذلك التصرف الأرعن مقتل الشخص الذي ألقى القنبلة ومعه ستة مواطنين أبرياء بينهم طفلان وإصابة ستة عشر بإصابات خطيرة من الباعة والمارة. فبأي ذنب قُتل وأصيب أولئك الأبرياء؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه الجريمة البشعة؟ هل الشخص الذي ألقى القنبلة والذي لقي حتفه هو أيضاً أم من زوده بتلك القنبلة الملعونة ووزعوا كل أنواع الأسلحة خلال العام الماضي 1102م على مراهقين وطائشين ومحببين وقطاع طرق والذين حولوا حياة أبناء تعز إلى جحيم وأمنهم إلى خوف ورعب لا يزال يتواصل حتى اليوم..؟! أليس مالك أحمد رزاز هو واحداً من أولئك الشباب الطائشين والمراهقين الذين تسلموا مختلف أنواع الأسلحة وعملوا على تقويض الأمن والاستقرار في مدينة تعز وارتكبوا عدداً من جرائم القتل والتقطع والنهب والسلب على مدار الفترة الماضية منذ مطلع العام المنصرم 1102م ولا يزالون حتى اليوم..؟! بأي ذنب قتل الشاب زكريا محمد عبدالكريم الشلفي ومحمد سلطان سائق سيارة المؤسسة المحلية للمياه على يد مسلحين في تعز يوم الاثنين الأسبوع الماضي. وبأي ذنب قتل خمسة واربعون شخصاً وأصيب أربعون في منطقة باتيس بمحافظة أبين مساء السبت الماضي في الإنفجار الارهابي بقاعة العزاء التي كانوا بداخلها؟ كيف يمكن لشخص مسلم يقرأ قوله تعالى: (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق) وقوله تعالى : (من قتل نفس بغير نفس أو فساداً في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحياء الناس جميعا).. كيف يمكن لمن يقرأ كتاب الله ويصلي ويصوم أن يقدم على ارتكاب جريمة القتل ليس لنفس واحدة وحسب بل لعدة أنفس بدون أي حق؟ نقلاً عن صحيفة تعز