العاب نارية.. مقذوفات.. مفرقعات .. اشكال وصنوف شتى ، تزخر بها الأسواق ، ربما تباع علناً على مرأى ومسمع من الجميع ، خاصة في مواسم الأعياد والأعراس والمناسبات. بعضها يتخذ شكل الأسلحة الحقيقية كالمسدسات والبنادق ، واشكال أخرى أشبه بقنابل وصواريخ حقيقية مصغرة.. الخ ، ويقال أنها العاب .. مجرد العاب أطفال ليس إلا ؟!! ظاهرة على مايبدو ماعادت شائعة في الارياف فقط ، بل أصبحت منذ زمن ليس ببعيد رائجة في المدن أيضاً..كما أن الأسواق عامرة بها ، ويحملها الباعة المتجولون ، بل وتتعالى اصواتهم أحياناً بنداءات وعبارات الترويج المحفزة للمارة على شرائها. والأسوأ من هذا وذاك أن الأطفال أكثر من يتهافت على شرائها وما يمنعهم منها مانع ولا يحول دون بيعها لهم حائل.. مهما عبثوا بها .. مهما اساءوا استخدامها ، حتى وإن تأذى الناس منها جراء ما تصدره من فرقعات مدوية وما يرافق هذا العبث من فوضى وصيحات صاخبة مزعجة. فهل يعقل أن يسر الآباء والأمهات لمثل التصرفات الطائشة؟ إن كانت الإجابة لا فلماذا يغضون الطرف عن كل هذا ويتركون لأطفالهم الحبل على الغارب ، وقد علموا اخطارها وسمعوا الكثير عن حوادثها المأساوية من إشعال للحرائق ، والتسبب في حروق أو جروح خطرة على الأيدي أو في أي موضع من الجسم تصبه أو تتفجر فيه ، فكيف بالحال إذا اصابت الوجه أو اخترقت العين ؟ بالطبع ستتسبب بمأساة حقيقية يكون نتيجتها فقد البصر .. إنها نقطة ساخنة سيجري بحثها ونقاشها مع الدكتور فيصل العمراني استشاري طب وجراحة العيون ، حيث كان لنا معه هذا اللقاء أنواعها .. وآثارها ماهي أنواع الألعاب النارية ؟ بداية يجب أن ننوه إلى أن الألعاب النارية التي يكثر استخدامها في الأعياد والإجازات ، وفي كل المناسبات يمكن أن تصيب الأطفال بإصابات مختلفة تتراوح بين الطفيفة والشديدة الخطورة ، وقد يفقد بسببها الطفل حاسة البصر ، وربما يفقد حياته أيضاً..من الممكن أن تتسبب الألعاب النارية بنشوب حرائق في المنازل أو في الأماكن التي تشعل فيها هذه الألعاب ،حيث تصنف إلى المفرقعات الشرارية اللامعة والنوافير والصواريخ التي تعتبر أخطر الأنواع النارية ، لاتجاهها العكسي إلى الشخص الذي قام بإشعالها وربما اصابت وجهه. مامدى الاصابات والأضرار التي يمكن أن تلحق بالعين جراء تعرضها لانفجار الألعاب النارية ؟ قد تصيب الألعاب النارية جزءاً من العين أو جميع اجزائها ، ومعظم الاصابات تتلخص في : حروق في الجفون وملتحمة العين يمكن حصولها نتيجة مقذوفات الألعاب النارية الممزقة للجفون. قطوع قد يصاحبه دخول اجسام غريبة في العين ، كمادة البارود أو غيرها من المواد الداخلة في تركيب الألعاب النارية. تجمع دموي في الغرفة الأمامية للعين. انفصال شبكية العين نتيجة قوة الاصابة والانفجار. فقدان كلي للبصر ، وربما فقدان العين ذاتها بسبب تمزق العين ، وايضاً دخول اجسام غريبة فيها والتي قد تؤدي إلى الالتهابات المختلفة من الممكن أن يفقد معها الطفل عينه كاملة. كما يمكن أن تحدث مضاعفات لاحقة كعتامة القرنية والمياه البيضاء «الساد» وارتفاع ضغط العين «الجلوكوما». هذا وقد أوضحت الاحصاءات أن أكثر الفئات تعرضاً للاصابة هم الأطفال والمراهقون ، خاصة الذكور ، كما ترد إلى المستشفيات خلال الأعياد العشرات من الاصابات وربما المئات سواءً في العيد أو بعد العيد تتراوح بين إصابات وحروق متوسطة وخطيرة. اضافة إلى الألعاب النارية مصدر زعاج وقلق ومشاكل أخرى ، ويفترض بالجهات المختصة منع هذه الأشياء حفاظاً على صحة الأطفال. ماذا عن «الطماش» الصغيرة التي يكثر العبث في الشوارع والحواري ؟ من المؤسف ما نلاحظه كثيراً في الشوارع والحواري من لعب وعبث بالطماش الصغيرة جداً ، وقد يظن أن تأثيرها محدود ، لكننا رأينا الأطفال يتقاذفون بها ، ولو أنها صغيرة إلا أنها مؤثرة ، إذ يمكن أن تنفجر في عيون الطفل فتفقده بصره . بضاعة رائجة بدأت تنتشر ظاهرة الباعة الذين يبيعون الألعاب النارية الخطيرة في شوارع المدن ، ماتعليقك على هذه الظاهرة الغريبة ؟ لاحظنا في الأعوام الماضية أن هذه الظاهرة تكاد تكون خفية مقتصرة على الأرياف ، لكنها الآن وللأسف الشديد أخذت تشيع كثيراً في المدن .. أصبحت وكأنها موضة أو وسيلة للترفيه ، لأنه لم يعد هناك وسائل أخرى للتسلية ولألعاب الأطفال في مستوى هذه الألعاب المزعجة والمقلقة ، في حين أنها تؤدي إلى اصابات مختلفة ، فإذا أصيب طفل بالعين لاقدر الله يصبح عالة على المجتمع ، لما لها من تبعات أخرى على الطفل والمجتمع أيضاً. اصابات قاتلة هل من الممكن أن تكون الاصابة قاتلة ؟ نعم ممكن إذا كانت المسدسات والألعاب النارية تطلق رصاصاً ويكون اندفاعها قوياً ، حيث يمكن أن تصل إلى الدماغ فيفقد الشخص على إثر ذلك حياته ، ناهيك عن ماتسببه الألعاب النارية من حرائق نتيجة اللعب بها في المنازل أو في الأماكن التي تحتوي على موادِ قابلة للاشتعال ، قد تؤدي للوفاة أحياناً نتيجة الحروق الشديدة ، أو أنها تؤدي إلى اعاقات كاملة. ختاماً.. إذا كان لابد من استخدام الألعاب النارية.. نحن لانقول منعها بتاتاً وإنما استخدامها وفق شروط معينة.. قوننة وتنظيم بطريقة رسمية ، بحيث يمنع بيعها للأطفال ويقصر بيعها فقط للكبار وتكون معروفة المصدر وجهات التصنيع ، وتتوافر فيها أقصى درجة ممكنة من الأمان. ويجب على الآباء والأمهات أن لايسمحوا لأطفالهم اللعب بها ، وإذا كان لابد من الألعاب النارية فيجب أن تتم عملية اشعالها على يد الكبار فحسب خارج المنازل لا داخلها ، بعيداً عن التجمعات والمواد القابلة للاشتعال حتى لاتتسبب في حرائق وخسائر مادية وجسمانية خطيرة هذا بالإضافة إلى تجنب إعادة اشعالها من جديد إذا لم تشتعل مسبقاً حتى لاتنفجر بغتة في اليد أو الوجه. المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني .