العيد ابتسامة طاهرة نقية ترتسم على وجوه الصائمين، وعلى محياهم أجمعين .. تتلألأ إشراقات الهدى نوراً من يقين الفضيلة في موكب دويّ التكبير الذي يملأ صباح العيد بأفراح الفطر المبارك وقد أكمل المسلمون العُّدة في صوم شهر رمضان تقرباً إلى المولى سبحانه وتعالى وطلباً لرحمته ومغفرته والنجاة من النار.. هذا هو العيد في جوهره وروحانيته. أما من حيث مظهره الدنيوي فإنه فرصة الأهل وذوي القربى في تجديد أواصرهم الاجتماعية بالتلاقي وزيارات بعضهم بعضاً وتبادل المشاعر الصادقة في يومٍ سعيدٍ يضفي على كل بيوتات المسلمين نفحات السعادة المتجددة التي تغسل عن القلوب الضغائن وتجمع في أيامها المتباعدين ليصبح العيدُ أيام لقاءٍ خالص المحبة بين أفراد المجتمع أهلاً وجيراناً وأبناء وطنٍ واحدٍ وأمةٍ إسلاميةٍ واحدة تجمعها الأفراح وتعمل على فرقتها وشق صفها العداوة والبغضاء والفتن. هذا هو العيد الذي لايفرق بين غني وفقير إلا بالتقوى والعمل الصالح.. فليست بهرجات العيد السائدة سلباً في مجتمعاتنا إلا عناوين مادية بعيدة كل البعد عن معاني العيد الجليلة، وهذا مايجب علينا جميعاً أن نفهمه ونعي حقيقته .. (للصائم فرحتان فرحة يوم فطره وفرحة عند لقاء ربه) ولكن كيف يفهم الأطفال العيد؟ ملابس جديدة، وألعاب متعددة ولاحول ولاقوة لذوي الدخل المحدود. وأمام هذه الحالة الاجتماعية الاستثنائية السائدة تتجلى عظمة الأغنياء في تعهد الفقراء إسهاماً منهم في رسم الابتسامة البريئة على وجوه أطفالهم وهم على مشارف يوم البهجة السعيدة واللبس الجديد.. وتتجلى عظمة منظمات المجتمع المدني أيضاً للمشاركة في هذه المكرمات وتتجلى عظمة الدولة ممثلةً في حكومتها بتعهد مواطنيها وموظفيها بكل ما من شأنه إضفاء قليل من السعادة على وجه شوارع العوام توثيقاً للعروة التي تربط المواطن بحكومته في مثل هذه الأيام المباركة بعيداً عن أية مصالح أخرى سوى الحرص أولاً وأخيراً على سعادة المواطن – ولو في أيام الأعياد . أجمل تهانينا بقدوم عيد الفطر المبارك لقائدنا الرمز فخامة الأخ رئيس الجمهورية وكافة قيادتنا السياسية وأبناء شعبنا الأصيل وكل عام ووطننا ينعم بالخير والتقدم والازدهار.