مع أسمي آيات التهاني والتبريكات بمناسبة قدوم عيد الفطر المبارك نخصص هذه الحلقة لهذه المناسبة السعيدة، ونبدأها بقول ابن الرومي في تحري رؤية هلال شوال حيث قال: ولما انقضى شهرُ الصيامِ بفضله تجلى هلال العيد من جانب الغرب كحاجبِ شيخٍ شابَ من طولِ عُمرِه يشيرُ لنا بالرمزِ للأكلِ والشربِ وفي مثل هذا، يقول ابن المعتز: أهلاً بفطر قد أضاء هلاله فالآن فاغدِ على الصحاب وبكِّرِ وانظر إليه كزورق من فضة قد أثقلته حمولةٌ من عنبرِ ومن المحدثين، يقول الشاعر محمد بن سعد المشعان معبراً عن السعادة التي تغمر قلوب الصائمين بإطلالة عيدهم: والعيد أقبل مزهواً بطلعته كأنه فارس في حُلةٍ رفلا والمسلمون أشاعوا فيه فرحتهم كما أشاعوا التحايا فيه والقُبلا فليهنأ الصائمُ المنهي تعْبُّدَه بمقدم العيد إن الصومَ قد كملا ويقول الشاعر يحيى حسن توفيق مستبشراً بمقدم العيد: بشائر العيد تترا غنية الصور وطابعُ البِشرِ يكسو أوجهَ البشرِ وموكب العيد يدنو صاخباً طرباً في عين وامقةٍ أو قلب منتظرِ إلى أن يقول: يا ليلة العيد كم في العيد من عِبرٍ لمن أراد رِشادَ العقل والبصرِ كما حثَّ الشعراءُ خاصةَ الناس على فعل الخير وإغداق الصدقة للتخفيف من معاناة الفقراء والمعوزين في يوم العيد، وفي هذا يقول الشاعر محمد الأسمر: هذا هو العيدُ فلتصفُ النفوسُ به وذلك الخيرُ فيه خيرَ ما صنعا فتعهدوا الناسَ فيه: مَن أضرَّ به ريْبُ الزمانِ ومَن كانوا لكم تَبعاً وبَدْدِّوا عن ذوي القربى شجونَهمُ دعا الإلهُ لهذا والرسولُ معاً وفي ذات المعنى يقول الشاعر الجمبلاطي: طاف البشيرُ بنا مُذْ أقبل العيدُ فالبِشْرُ مُرْتَقبٌ والبذلُ محمودُ يا عيد كلُّ فقير هزَّ راحته شوقاً، وكلُّ غنيٍّ هزَّه الجودُ هذا غيض من فيض ، ولله في خلقه شئون، ومع ذلك يبقى المطلب الأسمى في دواخلنا ليلة العيد ألا ننسى ذوي القربى والحاجة في غمرة ابتهاجنا بمقدم العيد حتى تكتمل فرحتنا براحة ضمائرنا، حين نشعر بأن كل منا قدم شيئا بمقدور استطاعته لهم، وعيداً سعيداً وكل عام وأنتم من عواده. رابط المقال على الفيس بوك