يختلف تصور الناس للعيد فينعكس تبعا لذالك سلوكهم وطريقة استقبالهم واحتفائهم بالعيد فما هو العيد وما حقيقته؟ عيد الفطر في التصور الاسلامي الصحيح وبنظرته الشرعية هو يوم من ايام الله يعطي الله جوائزه للمسلم الذي صام له تعبدا ايمانا واحتسابا طيلة شهر رمضان فعيد الفطر هو جائزة الصائمين وهو يوم فرحتهم الأولى اذ ان للصائم فرحتان كما ثبت في الحديث فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه وتبعا لذالك فاظهار الفرحة واجب في العيد ولهذا حرم الصيام فيه لكنها فرحة تلتزم بضوابط الشرع فليس من الفرحة بشئ ان كانت مخالفة وتعديا لضوابط الشرع. مرَّ أحد الصالحين بقوم يلهون ويلغون يوم العيد فقال لهم: إن كنتم أحسنتم في رمضان فليس هذا شكر الإحسان، وإن كنتم أسأتم فما هكذا يفعل من أساء مع الرحمن. وبالمقابل فاضهار الاحزان وجعل العيد موسما نتذكر فيه كل مآسي ومصائب الامة حتى تتشح ايام اعيادنا بالسواد ليس من هدي الاسلام في الاعياد بشي قالت الطاهرة عائشة رضي الله عنها: دخل رسول الله وعندي جاريتان تغنّيان، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، فدخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارُ الشيطان عند رسول الله؟! فقال له الرسول: "دعْهما يا أبا بكر، إنّ لكل قومٍ عيدًا، وهذا عيدنا) هذا عيدنا هذا هو هدي الرسول الاعظم ومن يقتل فرحة العيد فانما يخالف هدي الاسلام. وعلى وجه الحقيقة فإن المسلم كل ايامه اعياد فكل يوم لايعصى الله تعالى فيه فهو له عيد كما يقول الحسن البصري رحمه الله. فالعيد ليس لمن لبس الجديد انما العيد لمن طاعاته تزيد وتقى ذو العرش المجيد ليس العيد لمن تجمل بالباس والركوب انما العيد لمن غفرت له الذنوب. العيد هو العودة الى رحاب الطاعة والاستمرار عليها في كل اشهر السنة وليس اقتصارا على شهر رمضان فقط العيد صفاء ونقاء وسلام وحب وزيارة للاقارب وصلة للارحام ، وبر بالوالدين، العيد ان تعم الفرحة على الجميع بعطفنا على ومواساتنا للايتام وللفقير والمسكين، ورحمة بالجار. العيد أن تصل من قطعك وتعفو عمن ظلمك وتسل السخيمة من قلبك العيد شكر للمولى سبحانه على اكمال العدة وتمام الطاعة (ولتكملوا العدة ولتشكروا الله على ماهداكم ) العيد فرحة بإكمال العدة واستيفاء الشهر، وبلوغ يوم الفطر بعد إتمام شهر الصوم،حمد على فضله العميم ورحمته الواسعة }قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ. العيد هو الشعور بوحدة الامة الاسلامية والظهور بمظهر واحد ليعلم العالم انا امة قد تنحني لكنها لاتركع ابدا وهذا مشهد لوحدة يستحق ان نفرح به. فهنيئا لكم عيدكم وتقبل الله منا ومنكم, وكا عام وانتم بخير