من بين كل المطبوعات اليمنية قاطبة, تبوأت “الجمهورية” بتفرد عجيب ومحبب وأثير, ومبلغ هذا التفرد بزغت إشعاعاته في مطلع رمضان الكريم فأتحفنا وأسعدنا, وأغنى معارفنا ومداركنا بما هو أثير ومفيد, فجزى الله رئيس التحرير ونائبه وكل الأسرة الصحفية في”الجمهورية” عنا خير الجزاء لأنهم في مجملهم قد قدموا مالم يقدمه غيرهم, وهذه شهادة (للآلاف المؤلفة من قراء الصحيفة) الذين تهافتوا عليها طيلة الشهر الفضيل, وذلك للأسباب التالية: - أولاً الملحق “كتاب في الجمهورية” هل نسميه هدية أم تحفة أم نادرة وكنز لايضاهيه أي كنز.. ماذا نسمّي الملحق الذي نقلنا إلى أفكار وثقافات لم نكن نحلم بها, وليس هناك مكتبة تجد فيها مثل هذه الكتب النادرة.. إلى جانب الإبداع الفكري التحريري الذي ينتقي ويلخص ويقتضب, ليقدم للقارىء الموجز الهام بأفكار متناسقة واختيار حصيف, وإنها والله لخطوة يستحق عليها أهلها التكريم اللائق بهم. - إن هذا السياق الجميل في النشر والتحرير قد فاق كبريات الصحف اليمنية مع علمنا أن التقنيات الطباعية والتحريرية والأطقم العاملة في تلك الصحف من الإمكانية والتأهيل مايجعلها قادرة على صناعة أكبر بكثير مما تصنعه “الجمهورية” لكن المسألة ليست هكذا, إنما هي في العقل والتدبير وحسن القيادة والأداء المتناغم الذي يفضي إلى نتائج محمودة وبتواتر عجيب وينال الاحترام والتقدير دون شك!. - لقد تجلت هذه الصحيفة بكادرها البسيط, كأعظم مطبوعة قدمت خدمات جليلة للناس في هذا الشهر الكريم, ولوحدها وبأريحية كانت ومازالت الصحيفة الأكثر اهتماماً لدى جمهور القراء.. وصدق شوقي القائل في حكمة سارية المفعول حتى يومنا هذا: لكل زمان مضى آيةٌ وآية هذا الزمان الصحف! - والملفت الثاني في هذا الشهر الفضيل, صفحات(ليلة القدر) التي انتزعت التعاطف والرحمة انتزاعاً وجعلت الدموع تذرف على الوجنات والخدود بغزارة, لعرضها الحالات الإنسانية المحتاجة للعلاج والمواساة, وكم هو جميل وخالد أن تعرض قضايا ومظالم الناس الذين ربما قد حصل بعضهم أو أغلبهم على المساعدة والعلاج لأن الله سبحانه يسخر ويلين قلوب الذين يمتلكون الأموال, جراء قراءتهم واطلاعهم على ماتنشره”الجمهورية” في(ليلة القدر), وإنها لتسمية موفقة وعبقرية فعلاً, لأن هذه الليلة هي أمنية لمن يريد الله أن يحققها لهم, وهي خير من ألف شهر كما جاء في كتاب الله عز وجل.. فأن تفرج كربة أو تزيل غمة عن هذا أو هذه, تكون بالنسبة لهم بمثابة(ليلة القدر).. وتلك الحسنة الثانية والكبيرة لصحيفة نرى في هيئة تحريرها الصدق والوضوح والوفاء بالعهد! - وأنا أكتب هذه السطور والقلم يهتز في يدي, وتتضارب الأفكار, وتدوّن الحروف بغير تناسق واتساق.. وقبل الإفطار.. أدعو الله سبحانه وتعالى أن يرفع من مكانة هذه الكفاءات درجات عالية في الدنيا وفي الآخرة, وأن يجعلهم في تقدم وازدهار ليكونوا ذخراً لنا في هذا البلد الطيب الحبيب. - وأدعو وزير الإعلام الموقر بأن يكرم “الجمهورية” رئيساً ونائباً وطاقماً تحريرياً وأسرة تحرير كاملة, لأن هذا هو أوان التكريم, ولانعتقد أن الإبداع الحاصل سيكون في مهب الريح, بل في مصب الخير والكرم اللائق.. وإنها لدعوة في هذه الخواتيم.. نأمل أن تتحقق. - وعيدكم سعيد.. وكل عام وأنتم ونحن معكم.. بألف خير.