^.. في رمضان يغيّر الناس عاداتهم المألوفة طيلة العام ويستبدلونها بعادات أخرى فرضها شهر الصوم بروحانيته التي جبلت النفوس على الطمأنينة والسكينة إلا ما رحم ربك من الذين لم يعرفوا عن رمضان إلا أنه شهر الامتناع عن الأكل والشرب طيلة النهار لا غير، أما باقي ملهيات الحياة فمتاحة لديهم… لكن الذين يعرفون خصوصية هذا الشهر الفضيل وتميزه يمتازون معه بعطاءاتهم ..ومن هؤلاء صحيفة الجمهورية الغراء التي تلوح في رمضان بنكهة خاصة تتلاءم مع عراقتها كصحيفة رسمية رصينة فتقدّم لقارئها تميزها ونرصد من ذلك: ^.. نافذة (ليلة القدر) اليومية التي تطل على القارئ حاملة هموم المواطنين المطحونين تحت سماء هذا المسكين.. صفحتين تمتلئان بالألم والحسرة يحاول محررهما جاهدا أن ينقل آلام مَنْ التقاهم من المعسرين والمطحونين والمبتلين بالتحرير و الصورة – إن أمكن علّهم يجدون فاعلا للخير يخفف من آلامهم. كمْ أدمت قلوبنا أخبار هاتين الصفحتين اللتين نطالعهما يوميا، لكننا في نهاية المطاف نقف مكتوفي الأيدي أمام آلام المبتلين ولا نملك لهم إلا الدعاء .. تُرى كم فاعلٍ للخير أو صاحب سعة طالع تلك الهموم المصورة على ظهر تلك الصفحتين فحرّكت في ضميره شعورا إنسانيا تجاه أولئك المبتلين فبادر لفعل شيء، أي شيء للمساعدة!؟ إن الجمهورية بهذه النافذة قدّمت نموذجا للهموم والغموم المحيطة بالمواطنين، وكأنها تقول هذا على سبيل المثال وما خفي كان أعظم! أعجبني اسم النافذة المعبّر (ليلة القدر) تيمنا بتلك الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر، والتي ارتفع قدرها بنزول القرآن الكريم فيها .. فشكرا لمحرري (ليلة القدر) طيلة هذا الشهر الكريم وأسأل المولى عز وجل أن يجزيهم بقدر عظمة ليلة القدر، بل أعظم من ذلك .. ^.. مشروع (كتاب في الجمهورية) هذا الملحق الرمضاني الرائع الذي يطل علينا للمرة الثانية، حيث أطل علينا في رمضان قبل السابق 1431ه، وهو في كل يوم يقدّم كتابا مختارا في فنون الثقافة سواء نُشر الكتاب كاملا أو مختارات منه (إذا كان كبير الحجم) الهدف في النهاية هو وجود الكتاب بين يدي القارئ ضمن الصحيفة المشتراة كتعويد للقارئ على قراءة كتاب كامل قد ربما منعه من ذلك عدم توفر الكتاب في المكتبة المحلية أو ارتفاع سعره أو عدم معرفة القارئ أصلا بالكتاب. إن الجمهورية بهذا المشروع صارت هي الرائدة على المستوى المحلي في نشر هكذا كتب رغم ما يترتب على ذلك من أعباء مالية على مؤسسة الجمهورية، فشكرا رئيس مجلس الإدارة الأستاذ سمير رشاد اليوسفي وكذلك للأخ العزيز محمد اللطيفي المشرف على هذا المشروع، ونتمنى أن يستمر هذا المشروع بعد رمضان ولو يوما في الأسبوع.. أخيرا هذه دعوة للسادة القائمين على مؤسسة الجمهورية إلى أن يعيدوا النظر في مسألة صحيفة (الثقافية) الموقفة منذ عام 2010م ، وكذلك موضوع الملاحق التابعة لصحيفة الجمهورية التي احتجبت بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد والصحيفة كملحق (أفكار) و(الإنسان) و(اليمن) وغيرها..متى تعاود الظهور هي الأخرى!؟