" كتاب في جريده " هذا ليس ما تصدره منظمة اليونسكو ذات الإمكانيات المالية والبشرية الضخمة,والذي كان ينتظره القارئ اخر كل شهر ميلادي,بل مشروع محلي تتولى رعايته مؤسسة الجمهورية للصحافة والطباعة والنشر عبر ملحق يومي يوزع مجانا مع الصحيفة اليومية بنفس السعر المحدد(50 ريالا). ويقول الصحفي محمد اللطيفي,المشرف العام على الملحق الذي يحمل اسم " كتاب في الجمهورية",إن الفكرة بدأت في رمضان العام قبل الماضي 2010,بعد تدارس الفكرة مع زميلي فائز الاشول وهشام محمد ثم عرضناها على رئيس مؤسسة الجمهورية سمير اليوسفي,الذي رحب بالفكرة ترحيبا كبيرا وجعل كل إمكانيات المؤسسة مهيأة لتنفيذ الفكرة.
ويسجل إصدار ملحق " كتاب في الجمهورية " المرة الثانية التي يصدر فيها بعد تدشينه المرة الأولى في 2010 والثانية في هذا العام 2012.
وأوضح اللطيفي في حديث ل " الصحوة نت ",أن إدارة الصحيفة تفاعلت بشكل ايجابي مع الفكرة وسخرت وقتها وإمكانياتها للملحق ولم يواجه أي عراقيل حقيقية.
وفي بلد كاليمن تتجاوز فيه نسبة الفقر حاجز ال50 %,ويعاني نخبه قبل بسطاه صعوبة في شراء الكتب بسبب ارتفاع أثمانها,فإن فكرة كهذه من شأنها أن تحقق قدرا كبيرا من نشر المعرفة وتسهيل حصول طالب المعرفة على الكتاب بسعر زهيد لا يتجاوز ثمن الجريدة الصادر عنها وهو 50 ريالا.
وحول الهدف من نشر الكتاب كملحق يومي,قال اللطيفي أن الفكرة خاصة برمضان فقط,وتهدف لنشر الوعي بين الناس,وتقديم خدمة للقراء الذين لا يجدون قدرة على شراء الكتب خصوصا الثمينة منها والنادرة أيضا,فضلا عن خلق علاقة صداقة ما بين اليمني والقراءة,لكي تصبح عادة القراءة سلوك معتاد .
ويعتبر مشروع إصدار كتاب من مهام المؤسسات الحكومية كوزارة الثقافة أو الهيئة العامة للكتاب أو اتحاد الأدباء والكتاب,كونها جهات مختصه ولديها تمويل أكبر من قدرات الجهات الأخرى,لكن تولي مؤسسة الجمهورية للقيام بهذا الدور يعد عملا وطنيا مُقدرا يُحسب لها.
ويعتقد مشرف ملحق " كتاب في الجمهورية ", أن اتجاه الناس للقراءة هو الطريق السليم للبعد عن التطرف سواء الفكري منه أو الديني أو حتى الحداثي .
وسئل حول معايير اختيار الكتب المنشورة,فقال : " بالنسبة لاختيار الكتب .. لا توجد معايير مقدسة .. سوى إمكانية التعدد الثقافي والتنوع الفكري وان يكون الكتاب عميق التناول للفكرة .. ولا يهمنا هنا انتماء المؤلف الأيدلوجي .. ما يهمنا من الكتاب الذي ينزل للناس قدرته على إحداث تغيير في الناس نحول الأفضل والأجمل " .
ويتميز الملحق في كونه متنوع المجالات والتخصصات والجنسيات والأيدلوجيات إن شئت بتعبير آخر,ذلك أن ما صدر خلال الأيام ال11 الماضية,شمل فروع المعرفة من الفكر إلى السياسة والأدب وتجاوز الأكاديميين والباحثين إلى المفكرين وزار فلاسفة ورواد الأدب في أوربا وأمريكا.
وكشف اللطيفي أن هناك إقبال على الكتب التي تصدر مجانا من الجمهورية,معتبرا ذلك دليلا على أن اليمني يحب المعرفة وقادر على النهوض العلمي والمعرف إن أتيحت له الفرصة.
ولم يفصح اللطيفي عن أسماء بعض الكتب القادمة لكنه أكد أنها ستكون أكثر عمقا .
وختم حديثه قائلا : " إننا في ملحق كتاب في الجمهورية نبذل جهدا كبيرا وهذا الجهد ما كان لينجح لو تفاعل وجدية المؤسسة وعلى رئيسها الصديق العزيز سمير اليوسفي " .
تقول الجمهورية في رسالة مشروعها وهي تبحث عن الراغبين عن اقتناء الكتب والعاجزين بفعل قلة ذات اليد,تعالوا إلىّ ولا تنتظروا بعد اليوم,وتقول للقارئ كل ما يجب عليك فعله هو دفع 50 ريالا لتحصل على كتاب,وتختم الشهر الكريم برفد مكتبتك إن كانت لديك أو إنشاء مكتبة جديده إن لم تكن بحوزتك ب 30 كتابا كفيلات بسد جوعك الثقافي والعلمي.