لصحيفة "الجمهورية" في ذاكرتي ذكرياتٌ حلوةٌ ومُرةٌ معاً حيث عملت فيها مابين 2002 و2003م نائباً لرئيس مجلس الإدارة – نائباً لرئيس التحرير, وكانت الجمهورية المؤسسة والصحيفة مثل الوردة أريجها حلو ومنعش، لكن عندما تلمسها تجد بين الورد شوكاً.. وسبق لي أن باركت ل"الجمهورية" تكريمها من قبل فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية في عدد الصحيفة يوم 27 مايو الماضي, عقب زيارة فخامة الرئيس لمؤسسة الجمهورية وتكريمه لقيادتها والعاملين فيها تقديراً لجهودهم التي بذلوها من أجل التميز في دنيا الصحافة اليمنية, وكلف فخامة الرئيس الأستاذ عبد العزيز عبد الغني رئيس مجلس الشورى لحضور حفل التكريم الذي وجّه به فخامته, وذكرت بعض من ذكرياتي مع "الجمهورية" ، وتحدث غيري الكثيرون عن دور صحيفة الجمهورية التنويري في مختلف مراحل الدفاع عن الثورة اليمنية سبتمبر وأكتوبر والنظام الجمهوري والوحدة. وفي ذكرها ال48 التي تحتفل بها صحيفة "الجمهورية" في ال 20 من أكتوبر أبعث تحيةً مغمسةً بنبل مهنة الصحافة وحبرها ومغلّفة بورق" الرول " و" البليتات " و" الكلك" لكل العاملين فيها قيادةً وصحفيين وفنيين وإداريين وقد عشت مع الكثير منهم خلال عملي في " الجمهورية " وتقاسمنا الحلو والمر في فترة أعتبرها أنا من أصعب فترات " الجمهورية ".. وبرغم أن الفترة التي قضيتها في "الجمهورية " بسيطة لكنها مكّنتني من الاقتراب أكثر من كوادرها الصحفية والفنية وعرفتهم عن قرب فقد كانوا يعملون بتفانٍ وصبر في ظل ظروف أقل ما يقال عنها إنها كانت صعبة جداً نظراً لما عانته مؤسسة "الجمهورية" بسبب فصل رئاسة مجلس الإدارة عن رئاسة التحرير ولكنهم كانوا يبدعون وينحتون الصخر من أجل إصدار الصحيفة بشكل يومي. وإذا كانت شهادتي مجروحة حول صحيفة "الجمهورية" كوني عملت فيها فترة وعشت أياماً حلوة ومُرة مع زملاء مهنة التعب اللذيذ فيها فإن الأمانة تحتم عليّ أن أسجل هنا أن طموح الزميل سمير اليوسفي منذ أن كان رئيس تحرير صحيفة الثقافية الأسبوعية كان يتجاوز صحيفة الثقافية, وكان دائماً ما يحدثني في لقاءاتنا المتواصلة عن مشاريع إصدار ملاحق يومية للصحيفة على مدار الأسبوع فجاء قرار تعيينه رئيساً لمجلس الإدارة- رئيساً للتحرير, وتعيين عباس غالب نائب رئيس مجلس الإدارة نائب رئيس التحرير ليعيد للمؤسسة توازنها الإداري والصحفي الذي ظل مفقوداً لفترة, ومكن ذلك الزميل سمير اليوسفي من تنفيذ طموحه بيده بعد أن أصبح رجل القرار الأول في الصحيفة والمؤسسة, ولكني أعرف سميراً تماماً, فهو دائماً يعيد الفضل لأهله وأصحابه وأعرف كما يعرف هو أيضاً أن النجاح وراءه جنود مجهولون هم طاقم الصحيفة من الصحفيين والفنيين والإداريين وأسطول التوزيع الذي يبذل جهوداً مضنية, وللعلم فإن لدى "الجمهورية " أسطول توزيع وطريقة توزيع يشهد لها الجميع فليس المهم أن تطبع صحيفة ولكن المهم أن تستطيع توزيعها في الوقت المناسب وهذا ما عملت " الجمهورية " على تطبيقه قولاً وعملا ً . واستحقت صحيفة الجمهورية أن تتربع القمة بين الصحف اليمنية بشهادة الكثيرين وجاء تكريم فخامة الأخ الرئيس علي عبد الله صالح لمؤسسة الجمهورية وإصداراتها في العيد الوطني العشرين للجمهورية اليمنية عرفاناً بدورها في التنوير وتميزها بين الصحف اليمنية على مستوى الوطن . فخلال الفترة الماضية منذ أن تسلّم الزميل سمير اليوسفي قيادة المؤسسة والصحيفة أحدث حراكاً متواصلاً بدا واضحاً وملموساً من خلال ملاحق يومية متخصصة لاقت اهتماماً كبيراً من قبل القراء بمختلف مستوياتهم؛ لأن الجميع يجدون فيها زادهم الفكري، وحصدت صحيفة "الجمهورية" العديد من الشهادات والإشادات من النخب المثقفة اليمنية على اختلاف مشاربهم الفكرية والسياسية لما انتهجته الصحيفة وملاحقها من سياسة وسطية خاطبت كل ألوان الطيف السياسي والفكري في البلاد . وهذه لعمري ميزة امتاز بها الزميل سمير اليوسفي منذ أن كان رئيساً لتحرير الثقافية الأسبوعية ونقل تجربته مع الثقافية إلى صحيفة الجمهورية فكانت الملاحق المتعددة ومنها "تاج" الملاحق "ملحق أفكار", وهذا لا يعني أن الملاحق الأخرى فيها نقص أو قصور ولكن تاجها هو " ملحق أفكار ". وأخيراً جاءت هدايا " صحيفة الجمهورية" المجانية في شهر رمضان المبارك " كتاب الجمهورية " في إصدار يومي خلال الشهر الكريم لتعلن عن تميز جديد لصحيفة الجمهورية بقيادة ربانيها الزميلين" سمير اليوسفي وعباس غالب " هو " كتاب الجمهورية " وهي لعمري هدايا ثمينة وقيمة كونها كتباً تزود القارئ بالمعارف المختلفة وتصبح زاداً فكرياًَ وروحياً وتصله مع صحيفة الجمهورية صباح كل يوم مجاناً ويمكن للقارئ الحصول عليها إلكترونيا أيضاً وهذا جهد ليس سهلاً تنفيذه ووراء إصدار " كتاب الجمهورية " الذي وعد الزميل سمير اليوسفي رئيس مجلس الإدارة – رئيس التحرير في اتصال هاتفي مؤخراً معه بتواصل إصدار " كتاب الجمهورية ". وفي ذكرى صحيفة "الجمهورية" ال48 أبارك وأهنئ قيادة الصحيفة وجميع العاملين فيها من صحفيين وفنيين وإداريين على الانتهاء من تجهيز المطبعة الجديدة التي سيبدأ العمل بها بعد أيام والتي ستنقل "الجمهورية" الصحيفة وملاحقها وكتابها المجاني خطوات متقدمة ونوعية من حيث الإخراج والطباعة الملونة.. كل ذلك يعني أن هناك عقولاً تفكر وعقولاً تنفّذ وفوق كل ذلك هناك إرادة قوية وعزيمة لا تلين من أجل تحقيق النجاح والتميز .. وهناك أشخاص لا يرضون إلا بالتميز ومن هؤلاء الزميل العزيز سمير رشاد اليوسفي فقد كان متميزاً في صحيفة الثقافية الأسبوعية, وها هو متميز في صحيفة "الجمهورية" اليومية وملاحقها وكتابها المجاني وتهنئة من القلب على حسن اختيار مواضيع وعناوين الكتاب المجاني الذي سمعت إشادات كثيرة حوله من مختلف الناس منذ رمضان حتى الآن, فكل من تجمعني به جلسة أو لقاء يذكرنا بفترة عملي بصحيفة "الجمهورية" بحديثه عن كتاب "الجمهورية" المجاني وملاحقها المتميزة. فهنيئاً "للجمهورية" الصحيفة ولملاحقها وكتابها المجاني وتحيةً حارة .. تحية عرفان .. لكل الجهود التي تبذل من قبل الجميع قيادة وصحفيين وفنيين وإداريين, ومن نجاح إلى نجاح أكثر روعة وبهاءً يا " جمهورية ".