لاشك ولاريب أن اللوحات التشكيلية تلوين، والتلوين هو متعة للنفس وللبصر. والفنانون بشكل عام يتخذون من الموضوع ذريعة لكي يلونوا، هذه الذريعة تصبح لاحقاً أساساً للوحة، وفي بعض الأحيان تصبح مفروضة على اللوحة بشكل كبير. واللوحات التشكيلية المتميزة هي التي تحمل رسالة وهدفاً، وتلامس الواقع، وتتعدد المدارس التشكيلية بحسب رسالتها وأهدافها، وعادة ماتتلاءم اللوحات التشكيلية مع الواقع ومنها ما تعود في الغالب للفنان أو الرسام ذاته، وقد أبدعت (الجمهورية) في اختيار أكثر من (330) لوحة تشكيلية استخدمت في ملحق «كتاب في الجمهورية» في رمضان الفائت لعدد من الرسامين التشكيليين. من أجل ذلك «أدب وثقافة» سألت مشرف ملحق «كتاب في الجمهورية» الزميل محمد اللطيفي عدداً من الأسئلة ليفهم القارئ أهمية اللوحات التشكيلية وسبب اختيارها وأهم الفنانين الذين وقع عليهم الاختيار وأكثر المدارس التشكيلية حضوراً وموقع الفن التشكيلي اليمني ومدى ملاءمته للواقع فأجاب: إن للوحات التشكيلية أهمية كبيرة جداً؛ لأنها هي التي جعلت للكتاب الرمضاني مذاقاً مختلفاً، وفي تقديري أن القارئ اليمني عندما يقتني الكتاب الأصلي هو يقرأ كتاباً واحداً، لكنه في ملحق «كتاب في الجمهورية» يقتني كتابين في آن. اللوحات بحد ذاتها كتاب سياحي يجوب معها القارئ عوالم متعددة ويكتسب معرفة متجددة. وفي سبب اختياره للوحات أكد أن مضمون الكتاب هو الذي يفرض في الغالب تفضيل لوحات على أخرى، وأن هناك جهداً بذل في جعل اللوحات المختارة تتقارب والمادة العلمية للكتاب، وأشار إلى أننا في ملحق «كتاب في الجمهورية» لاندعي الكمال بل نجحنا في جعل اللوحات المختارة تتطابق تماماً مع الكتب المنتقاة، ووفقنا إلى حد كبير في جعل هذه اللوحات تنسجم مع تلك الكتب. أما أهم الفنانين الذين وقع عليهم الاختيار فقال: أولاً: هناك ما يزيد على (330) لوحة تشكيلية استخدمت في ملحق «كتاب في الجمهورية»ل (31) كتاباً، لأكثر من (120) رساماً تشكيلياً من جنسيات مختلفة (أوربيين وايرانيين و عرب ويمنيين.....إلخ). ثانياً: أهم الفنانين العالميين (جان ليوم جيروم، بان فيرمير، توماس كينكيد، هنري روسو ، سلفادرو دالي، فان جوخ، ووالخ)، وأهم الفنانين الإيرانيين (إيمان المالكي ، راكان ، مرتضى، شهرود ملكي ،مجيد أروى....إلخ). أما العرب (محمد طوسون،نور الدين أمين، وجاليلو ، عفيفة العيبي، باسل السعدي ، عيسى موسى،محمد رزق...إلخ )، ومن اليمن: (هاشم علي، عبد الغني أحمد علي ، علي المربادي ، وليد البحري، عمر عبدالعزيز، محمد الهبوب، آمنة النصيري، عبد الولي المجاهد، سامية القدسي، هالة الزريقي، ردفان المحمدي، عبدالله المرور، عادل النخلاني، جلال الشميري....إلخ). مشيراً إلى أن هناك مدارس كثيرة تأسست أهمها: (الكلاسيكية، الواقعية ، الرومانسية ، الانطباعية، الوحشية، التعبيرية، التكعيبية، التجريدية، السيريالية، المستقبلية)، مضيفاً بالقول: الأكثر حضوراً لدينا في تقديري هي المدارس (الكلاسيكية والتجريدية والتعبيرية والسريالية)، وهذا التقييم طبعاً تقييم متذوق للفن التشكيلي وليس تقييماً متخصصاً فيه. من جهة أخرى أكد اللطيفي أن هناك غربة بين الفن التشكيلي والصحافة اليمنية، وهي تظهر بوضوح في الحضور الباهت للفن التشكيلي في الصحافة، وهذا الغياب يتحمله المشتغلون في كلا الحقلين، فالصحفي اليمني نادراً ما يلجأ إلى استحضار الفن التشكيلي في أعماله المتعددة، كما أن الفنان التشكيلي يعيش حالة من العزلة الذاتية تجعله لا يستطيع تسجيل حضوره في الو سط الصحافي، وبشكل عام الفنان اليمني لا يجيد تسويق نفسه ولا حتى فنه، التواضع الزائد وأحياناً الغرور يدفعانه للانكفاء على ذاته. وفي مدى ملاءمة الفن التشكيلي للواقع اختتم كلامه بأن الفن التشكيلي له أهمية كبيرة؛ لأنه يستطيع أن يعبر عن الواقع بشكل مختصر ومؤثر وجذاب بل وأحياناً ساحر والقدرة على معالجة كثير من مشكلات الواقع بسهولة، مشيراً إلى أن الملاءمة مسألة نسبية، تعود في الغالب للفنان أو الرسام ذاته ومدى قدرته على المزج بين تحليل الواقع والتحكم بعناصر الفن التشكيلي.