تفتح المدارس والجامعات في بلادنا أبوابها مطلع الأسبوع القادم لاستقبال طلابها بعد إجازة صيفية قضاها طلابنا الأعزاء كلٌ بطريقته وبحسب مجالات وجوانب اهتماماته , فمنهم من استفاد من هذه الإجازة في تنمية مهارته العلمية والتطبيقية المتصلة بتخصصه العلمي أو متطلبات مجال العمل أو التخصص الذي يرغب بالالتحاق به مستقبلا , ومنهم من مرت عليه فترة الإجازة دون أن يحقق فيها أي فائدة ملموسة له أو لأسرته أو مجتمعه. ولهذا تختلف درجة حماس واشتياق الطلاب للتحصيل العلمي ومدى التزامهم بالحضور والمواظبة في أول أسبوع دراسي من طالب إلى آخر فالطالب المتفوق في مدرسته أو جامعته ولديه أهداف واضحة ومحددة يسعى إليها ويمتلك رغبة وطموح في تحقيقها , تجده أكثر حماسا واشتياقا للعودة إلى مقاعد الدراسة , وأكثر التزاما ومواظبة من أولئك الطلاب الذين ينظرون إلى المدرسة أو الجامعة على أنها مجرد مكان يلتقون به مع زملائهم ويمارسون فيه هوايات خاصة بهم , أو مجرد مراحل دراسية يجب أن يجتازوها بأي طريقة وبدون جهد ومهما طال وقت ومدة بقائهم فيها خصوصا أولئك الطلاب الذين لا تهتم أسرهم بما تنفقه على تعليمهم لأن وضعهم المادي عالٍ , وبالتالي يفتقد هؤلاء الطلاب الحماس والرغبة في التفوق واكتساب المهارات العلمية والتطبيقية لأنهم لا يمتلكون أهدافاً واضحة ومحددة يسعون إلى تحقيقها , ولهذا نجد على سبيل المثال أن أكثر الطلاب رسوبا في العديد من المقررات والمستويات الدراسية لدينا بجامعة تعز هم من الطلاب الذين يدرسون بنظام النفقة الخاصة أو التعليم الموازي أي على نفقتهم الخاصة , وفي الجانب الآخر نجد أن الطلاب الأوائل والمتفوقين في الكثير من التخصصات والمقررات الدراسية ينتمي أكثرهم لأسر محدودة الدخل والبعض منهم يزاول خلال إجازته الصيفية أعمالاً مختلفة لتوفير نفقات الدراسة ومساعدة أسرته في هذا الجانب . وختاما أود الإشارة إلى أن العودة إلى المدارس والجامعات هذا العام تمثل عبئا وهمّاً إضافيا للكثير من الأسر الفقيرة وأولياء الأمور ذوي الدخل المحدود والذين استنفدت متطلبات رمضان وكسوة العيد ومتطلباته مدخراتهم . لتأتي متطلبات المدارس والجامعات فتزيد همومهم وتقضي على ما تبقى من مدخراتهم في ظل ارتفاع غير منطقي لأسعار مستلزمات المدارس والجامعات وجشع بعض تجار هذه المستلزمات الذي يجدون من موسم العودة إلى المدارس والجامعات فرصة لزيادة أرباحهم ويقابل ذلك مبالغة بعض المدارس والمدرسين في مطالبهم من المستلزمات الدراسية المختلفة من الطلاب والطالبات مثل نوعية الدفاتر والزى المدرسي وغيره من المستلزمات , وكان الله في عون كل أسرة فقيرة تسعى لتعليم أبنائها في هذا الزمن الصعب . (*) أستاذ التسويق المساعد جامعة تعز moc.liamth@22yrirahla