مع نهاية العام الدراسي في المدارس والجامعات يبدأ شبابنا الأعزاء إجازتهم الصيفية الممتدة لثلاثة أشهر تقريباً, فهل خطط كل فرد من هؤلاء الشباب لكيفية إدارة واستغلال الإجازة الصيفية إيجابياً فيما يعود عليه أو على مجتمعه بالنفع والفائدة؟ أعتقد جازماً بأن الغالبية العظمى من شبابنا لا يفعل ذلك! لعدة أسباب أبرزها عدم تعودهم على التخطيط والتنظيم لأوقاتهم وإجازاتهم منذ التحاقهم بمدارسهم, وضعف انتشار وتوافر البدائل المناسبة والمشجعة لاستغلال الشباب الإجازة الصيفية في المجتمع من مراكز صيفية ومراكز تدريب وأندية رياضية مناسبة لتفريغ طاقات الشباب البدنية والإبداعية وتنمية مهاراتهم في العديد من الجوانب العلمية والعملية. بالإضافة إلى رغبة معظم الشباب بقضاء الإجازة في الراحة والاستجمام بعيداً عن الكتب والمحاضرات وقاعات الدراسة. فهناك من يفضل قضاء الإجازة في الريف بين الأهل والأصدقاء وفي ظل الطبيعة الخلابة وهناك من يذهب إلى المدن الساحلية للاستمتاع بالبحر وهناك من يفضل قضاء إجازته في جلسات القات مع الأهل والأصدقاء ومشاهدة القنوات التلفزيونية الفضائية المتنوعة وهناك قلة من الشباب يقضون هذه الإجازة في ممارسة أعمال ومهام تدر عليهم دخلاً بسيطاً يعينهم على تحمل نفقات الدراسة بعد انتهاء الإجازة وهناك من يقضي الإجازة في التسكع ليلاً ونهاراً في الشوارع وممارسة أعمال وتصرفات تسيء لقيمنا وثقافتنا الإسلامية وعاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية الأصيلة.. وهكذا تتنوع وتتعدد أهداف ومجالات قضاء الشباب لإجازتهم الصيفية لكن يظل السؤال يكرر نفسه كيف يدير شبابنا إجازتهم الصيفية ويستغلونها فيما ينفعهم وينفع مجتمعهم وأمتهم؟ والحقيقة أن إدارة الشباب للإجازة الصيفية ليست مسئوليتهم وحدهم فقط لكنها مسئولية مشتركة لأطراف عديدة تبدأ بالشباب أنفسهم ثم العائلة والمدارس والجامعات والأندية والمعاهد والمراكز الصيفية والجهات الحكومية المختصة ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص... الخ. وهذه الأطراف يجب أن تتعاون وتنسق فيما بينها لمساعدة شبابنا في إدارة واستغلال إجازتهم الصيفية إيجابياً وذلك من خلال توفير البدائل المناسبة والمفيدة والمشجعة لاستغلال شبابنا إجازتهم الصيفية وتوعيتهم بأهمية الاستغلال الجيد والإيجابي في تنمية مهاراتهم وإبداعاتهم في مختلف المجالات التي تخدم المجتمع في العديد من الجوانب. فالأسرة ممثلة بالوالدين يجب أن تمارس دوراً فاعلاً في ترسيخ قواعد استثمار أوقات الفراغ في وجدان الأبناء في السن المبكرة من خلال التوجيه العملي لقدرات الأبناء فيما يعود عليهم بالفائدة. فكم من القدرات الإبداعية للأبناء وُئدت بسبب إهمال الآباء لها وعدم اهتمامهم بتنميتها ورعايتها خلال الإجازة الصيفية لأبنائها. ومؤسسات التعليم سواء المدارس أو الجامعات يجب أن تلعب دوراً مهما في توعية طلابها في مختلف المراحل بأهمية وكيفية إدارة واستغلال إجازتهم الصيفية ايجابياً .وعليها أن تسهم في توفير بدائل مناسبة لقضاء الإجازة الصيفية للطلاب مثل البرامج والدورات التعليمية المجانية أو الرمزية في اللغات والحاسوب وغيرها من المجالات التطبيقية بالتنسيق مع المعاهد والمراكز التدريبية والقطاع الخاص حيث يمكن لمراكز ومعاهد التدريب والتنمية البشرية تقديم دورات تدريبية متنوعة بأسعار رمزية تشجع الطلاب من الفئات المختلفة الإقبال عليها كما يمكن للقطاع الخاص بالتنسيق مع الجامعات عمل برامج تدريب صيفي للطلاب في هذه الشركات لتدريبهم على ممارسة بعض المهارات التطبيقية في مجالات تخصصاتهم الأكاديمية. ولا ننسى الدور الهام الذي يجب أن تقوم به الحكومة ممثلة في وزارة الشباب والرياضة والاتحاد العام لشباب اليمن والجهات المختصة بالشباب في تنظيم ودعم المراكز الصيفية في مختلف المحافظات اليمنية وتزويدها بالإمكانيات والبرامج المفيدة والمتنوعة التي تسهم في تعزيز وتعميق روح الولاء والانتماء للوطن لدى هؤلاء الشباب ليصبحوا مصدر قوة وصمام أمان لهذا الوطن المعطاء وعدة للبناء والتنمية والنهوض بالمجتمع في شتى المجالات.