طُرح موضوع عرض سوق القات بعصيفرة لمزايدة الملتزمين على الطريقة التي كانت في السابق بأن ترسو المزايدة على من يرفع سقف العائدات للبلدية من إدارة السوق إلى الحد الذي لايستطيع معه أحدٌ المنافسة, وفي ذلك الحين كان بعض الذين يفوزون في المزاد يعودون بعد فترة طالبين إعادة الضمان, وإلغاء عقد التأجير لأمور كثيرة . ولاأذكر إن كان من بين الشروط التي يتعهد الملتزم بتنفيذها: السوق ونظافته, ورفع الإيجار بنسبة سنوية تحددها اللجنة المشرفة أو يفتح المجال لملتزم جديد في حالة عدم قبول الملتزم الأول بها, وإن كانت مشاكل القات تتمركز في مداخل المدينة, وتنحصر في عدد محدود من الموظفين أصلاً بالضرائب يقابلهم عدد مماثل من خارج الضرائب لإتاحة الفرصة لمن باستطاعته تحصيل أكبر قدر من ضرائب القات, فإن رسا الالتزام على الموظف انهالت عليه التهم والتهجمات ونُصبت له الشراك من الزملاء لإيقاعه في مرمى الطامحين إلى الفوز بالكنز, بدعم ممن تعودوا على أن يأتيهم قاتهم ومن أفخر الأنواع إلى بيوتهم يومياً مجاناً, وإضافة مايدفعونه لهم على المستهلك الذي لايستحق التعاطف معهم لاسيما الذين يفضلون راحتهم على غذاء ودواء وكساء أولادهم أو من يعولون. ومادام قد طُرح موضوع تأجير سوق القات بعصيفرة, فإن من باب أولى التذكير بأوضاع سوق الجملة التابع لمديرية صالة, فهذه السوق تتحول مع الأمطار إلى بؤرة أو مستنقع تتجمع فيه وتتوالد الحشرات, وتنبعث الروائح الكريهة إلى مسافات بعيدة, فهذا البائع يضع بضاعته فوق دكة من الخشب ويستقيم طول الوقت فوق الوحل لممارسة تجارته.. فالملتزم المفروض على هذه السوق لايعرف إلا الجباية, ومن لايعجبه مايفرضه لايلوم إلاَّ نفسه, ونسب إليه القول إنه ليس معنياً بتحسين أرضية السوق بالرصف ومدّ المجاري, ولايستطيع السماح بإخلائه لفترة من الوقت بهدف الإصلاح كون ذلك سيسبب له خسارة كبيرة, هذا من ناحية أما من الناحية الثانية يرجع السبب إلى رفض البائعين مغادرة مواقعهم المكتظة, والتي تضيق الممرات بينها لدرجة أنك لاتستطيع المرور منها بسهولة بسبب وجود عربات اليد التي يؤجرها أصحابها للمتبضعين لنقلها إلى حيث توجد السيارات والحافلات. إن مشكلة سوق الجملة قديمة وحلّها مطلوب على وجه السرعة؛ لما فيه مصلحة الجميع الصحية والمادية والبيئية, فلا يجب أن تحول مسألة تسجيل المستأجرين وتحديد المساحة لكل واحد بغرض إعادتهم إلى أماكنهم بعد الإصلاحات بدون مشاكل مما يتخوف منه هؤلاء, ويفضلون البقاء في المستنقعات والإصابة بالأمراض على المتاعب التي سيواجهونها بعد إصلاحه.