توالت في السنوات الأخيرة الكتابات العلمية حول ذكاء الأطفال،فقد حاول كثير من الباحثين من علماء ومفكرين تحديد المجتمعات والشعوب التي فيها قدر من الأذكياء، فلم يفلحوا حتى الآن،لأن في كل مجتمع وفي كل شعب أذكياء وأغبياء ، ومن الصعب التحديد الأمثل، فلا يمكن تفضيل شعب على آخر. *مرَّ في ستينيات القرن المنصرم أحد الرحالة الألمان للمرة الثانية لزيارة اليمن.. وقال:«عهدت شبابا يتمتعون بقدر من الوسامة والنباهة والذكاء فلما عدت في المرة الثانية لم أعد أرى من ملامح الوسامة وسرعان مابدت عليهم الشيخوخة فوجدتهم بمضغون القات ببلاهة». *وفي كل الأحوال فالذكاء الخارق عند الطفل مشكلة في المجتمعات النامية؛مشكلة في الأسرة والمدرسة”.. *وقد تجد في الأسرة ابناً ذكياً وبجانبه ابن آخر معوق عقلياً أيضاً .. مشكلة في الأسرة. في مجتمعنا عرفنا أذكياء جداً،في مجالات الفن والثقافة وفي العلوم وفي دنيا الرسم والفنون التشكيلية ونرى منهم بين المقاهي الشعبية حائرين صامتين بثياب مهلهلة رثة!! *فالطفل خارق الذكاء في واقعنا مهمل لأن مسئولية أسرته أو مدرسته لاتعير للأذكياء اهتماماً حتى في نتائج الامتحانات تجد من الأغبياء بطريقة أو بأخرى يتقدمون على الأذكياء!! إذن لا غرابة أن تجد المدرس في الفصل أو الأم والأب في المنزل يتضايقون من ابنهم منذ طفولته المبكرة وقد يطلقون عليه إنه ابن “لتت” أي كثير التساؤل والهدرة بينما هو لديه القدرة على الفهم فيسأل باستمرار. *فالذي هو سريع البديهة وسريع التحليل للقضايا المعقدة ولنأتي للتحليل العلمي.. فهذا الدكتور إلهامي عبدالعزيز بمعهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس كتب عن الأطفال في أكثر من مجال فيقول: «إن الأطفال الأذكياء والمبتكرين والمبدعين مازالوا في المجتمعات النامية مفتقرين إلى الرعاية والعناية، فمثل هذا النوع من الأطفال في المدارس والفصول يسببون مشاكل على حد تعبير كثير من المدرسين». *لأن الطفل خارق الذكاء يلتقط المعلومة أسرع من زملائه،فهو لايحتاج التكرار فإذا ما تكررت المعلومة نفسها للطلاب بطأ الفهم فيكون عازفاً عن الدرس وهذا مايستفز المدرس بانشغاله فهنا قصور مدرسي،فلا بد من الاهتمام بالطفل الذكي.. فلا زال مجتمعنا ومجتمع غيرنا بحاجة ماسة إلى آباء ومدرسين على وعي تام بالتقاط الجوانب الإبداعية والابتكارية.. والأهم التعرف على شديدي الذكاء في وقت مبكر، فكثير من الأطفال الأذكياء مهملون من البيت والمدرسة من الاكتشاف والرعاية بل بعضهم منبوذون حتى تتحول عندهم الحالة إلى أن يتصرفوا تصرف الجاهلية. وبهذا الصدد وُجِّه سؤال مهم إلى أحد البروفيسورات وهو الدكتور “طلعت حسني” من أبرز الباحثين في سمات الأطفال: هل تنمية قدرات الذكاء تحتاج إلى استغوار وتدريب مستمر؟؟ الجواب: “تنمية القدرات تنم من خلال عمليات التعليم السليم والتدريب من خلال الاستثمار الأمثل في ضوء التعرف على خصائص النمو وهذا مع الأسف ماينقص غالبية أفراد المجتمعات النامية سواء على نطاق الأسرة أو المدرسة. أما الدكتورة ليلى عبدالستار مدرسة في الجامعة وباحثة قديرة في شئون الطفل ترى أنه لايوجد طفل غبي فهي ترى أن الذكاء فطري، فكل طفل يولد ولديه نسبة من ذكاء ولكن عوامل البيئة والظروف الأسرية والمناخ المدرسي هي من قد تتسبب في تبلد الطفل الذكي.